Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 22-22)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } أي منتهى اشتدادِ جسمه وقوتِه وهو سنُّ الوقوف ما بـين الثلاثين إلى الأربعين ، وقيل : سنُّ الشباب ومبدأ بلوغِ الحُلُم والأولُ هو الأظهرُ لقوله تعالى : { آتَيْنَاهُ حُكْمًا } حِكمةً وهو العلم المؤيَّدُ بالعمل أو حكماً بـين الناس وفقهاً أو نبوة { وَعِلْماً } أي تفقهاً في الدين ، وتنكيرُهما للتفخيم أي حكماً وعلماً لا يُكتنه كُنهُهما ولا يقادَرُ قدرُهما فهما ما آتاه الله تعالى عند تكاملِ قُواه سواءٌ كانا عبارةً عن النبوة والحُكم بـين الناس أو غيرِهما ، كيف لا وقد جُعل إيتاؤهما جزاءً لعمله عليه السلام حيث قيل : { وَكَذٰلِكَ } أي مثلَ الجزاءِ العجيب { نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } أي كلَّ من يُحسِن في عمله فيجب أن يكون ذلك بعد انقضاءِ أعمالِه الحسنةِ التي من جملتها معاناةُ الأحزان والشدائدِ ، وقد فُسّر العلمُ بعلم تأويلِ الأحاديث ، ولا صحةَ له إلا أن يُخَصَّ بعلم تأويلِ رؤيا الملِك فإن ذلك حيث كان عند تناهي أيامِ البلاءِ صحّ أن يُعدَّ إيتاؤُه من جملة الجزاء ، وأما رؤيا صاحبَـي السجن فقد لبث عليه السلام بعد تعبـيرِها في السجن بضعَ سنين . وفي تعليق الجزاءِ المذكورِ بالمحسنين إشعارٌ بعلّية الإحسان له وتنبـيهٌ على أنه سبحانه إنما آتاه ما آتاه لكونه محسناً في أعماله متّقياً في عنفوان أمرِه { هَلْ جَزَاء ٱلإحْسَـٰنِ إِلاَّ ٱلإحْسَـٰنُ } [ الرحمن : 60 ] .