Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 34-35)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَٱسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ } دعاءَه الذين تضمنه قولُه : وإلا تصرف عني كيدهن الخ ، فإن فيه استدعاءً لصرف كيدِهن على أبلغ وجهٍ وألطفِه كما مر ، وفي إسناد الاستجابة إلى الرب مضافاً إليه عليه السلام ما لا يخفى من إظهار اللطف { فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ } حسب دعائِه وثبّته على العصمة والعفة { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لدعاء المتضرعين إليه { ٱلْعَلِيمُ } بأحوالهم وما يصلحهم . { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ } أي ظهر للعزيز وأصحابه المتصدّين للحل والعقد ريثما اكتفَوا بأمر يوسف بالكتمان والإعراض عن ذلك { مّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ ٱلآيَـٰتِ } الصارفةَ لهم عن ذلك البداءِ وهي الشواهدُ الدالة على براءته عليه السلام ، وفاعل بدا إما مصدرُه أو الرأي المفهوم من السياق أو المصدر المدلول عليه بقوله : { لَيَسْجُنُنَّهُ } والمعنى بدا لهم بداءٌ أو رأيٌ أو سَجنُه المحتومُ قائلين : والله ليسجُنُنّه فالقسم المحذوف وجوابه معمول للقول المقدر حالاً من ضميرهم ، وما كان ذلك البداءُ إلا باستنزال المرأةِ لزوجها وقتلها منه في الذروة والغارب وكان مطواعةً لها تقوده حيث شاءت ، قال السدي إنها قالت للعزيز : إن هذا العبدَ العبراني فد فضحني في الناس يخبرهم بأني راودتُه عن نفسه فإما أن تأذن لي فأخرجَ فأعتذرَ إلى الناس وإما أن تحبِسه فحبسه ، ولقد أرادت بذلك تحقيقَ وعيدِها لتُلين به عريكتَه وتنقادَ لها قرونته لمّا انصرمت حبالُ رجائها عن استتباعه بعرض الجمالِ والترغيبِ بنفسها وبأعوانها . وقرىء لتسجُنُنه على صيغة الخطاب بأن خاطب بعضُهم العزيزَ ومن يليه أو العزيزَ وحده على وجه التعظيم أو خاطب العزيزَ ومَن عنده مِن أصحاب الرأي المباشرين للسجن والحبس { حَتَّىٰ حِينٍ } إلى حين انقطاعِ قالةِ الناسِ وهذا بادي الرأي عند العزيز وذويه ، وأما عندها فحتى يذلِّلَه السجنُ ويسخره لها ويحسبَ الناسُ أنه المجرمُ وقرىء عتى حين بلغة هذيل .