Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 23-24)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِمْ } أي بأمره أو بتوفيقه وهدايته ، وفي التعرض لوصف الربوبـية مع الإضافة إلى ضميرهم إظهارُ مزيدِ اللطفِ بهم والمُدْخِلون هم الملائكةُ عليهم السلام ، وقرىء على صيغة المتكلم فيكون قوله تعالى : { بِإِذْنِ رَبّهِمْ } متعلقاً بقوله تعالى : { تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَـٰمٌ } أي يحيّـيهم الملائكةُ بالسلام بإذن ربهم . { أَلَمْ تَرَ } الخطابُ للرسول صلى الله عليه وسلم وقد عُلّق بما بعده من قوله تعالى : { كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } أي كيف اعتمده ووضعه في موضعه اللائق به { كَلِمَةً طَيّبَةً } منصوبٌ بمضمر أي جعل كلمةً طيبة هي كلمةُ التوحيد أو كلَّ كلمة حسنةٍ كالتسبـيحة والتحميدة والاستغفارِ والتوبة والدعوة { كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ } أي حكَم بأنها مثلُها لا أنه تعالى صيّرها مثلَها في الخارج وهو تفسير لقوله : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } كقولك : شرّف الأميرُ زيداً كساه حُلةً وحمله على فرس ، ويجوز أن يكون ( كلمة ) بدلاً من مثلاً وكشجرة صفتُها ، أو خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي هي كشجرة وأن يكون أولَ مفعوليْ ضرب إجراءً له مُجرى جعل قد أُخّر عن ثانيهما ، أعني مثلاً لئلا يبعُد عن صفته التي هي كشجرة ، وقد قرئت بالرفع على الابتداء { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } أي ضارب بعُروقه في الأرض ، وقرأ أنسُ بنُ مالك رضي الله عنه كشجرة طيبة ثابتٍ أصلُها ، وقراءةُ الجماعة أقوى سبكاً وأنسبُ بقرينته أعني قوله تعالى : { وَفَرْعُهَا } أي أعلاها { فِى ٱلسَّمَاء } في جهة العلو ويجوز أن يراد وفروعُها على الاكتفاء بلفظ الجنس عن الجمع .