Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 92-96)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَوَرَبّكَ لَنَسْـئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } أي لنسألن يوم القيامة أصنافَ الكفرة من المقتسمين وغيرهم سؤالَ توبـيخٍ وتقريع . { عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } في الدنيا من قول وفعل وترْكٍ ، فيدخُل فيه ما ذكر من الاقتسام والتعضيةِ دخولاً أولياً ، ولنجزيّنهم بذلك جزاءاً موفوراً ، وفيه من التشديد وتأكيدِ الوعيدِ ما لا يخفى ، والفاءُ لترتيب الوعيدِ على أعمالهم التي ذكر بعضها ، وفي التعرض لوصف الربوبـيةِ مضافاً إليه عليه الصلاة والسلام إظهارُ اللطف به عليه الصلاة والسلام . { فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ } فاجهر به ، من صَدَع بالحجة إذا تكلم بها جِهاراً ، أو افرُق بـين الحق والباطل ، وأصلُه الإبانةُ والتميـيزُ ، وما مصدرية أو موصولةٌ والعائدُ محذوفٌ ، أي ما تؤمر به من الشرائع المودعة في تضاعيف ما أوتيتَه من المثاني السبعِ والقرآنِ العظيم { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } أي لا تلتفت إلى ما يقولون ولا تبالِ بهم ولا تتصدَّ للانتقام منهم . { إِنَّا كَفَيْنَـٰكَ ٱلْمُسْتَهْزِءينَ } بقمعهم وتدميرهم ، قيل : ( كانوا خمسةً من أشراف قريش : الوليدُ بن المغيرة ، والعاصِ بنُ وائل ، والحارثُ بن قيس بن الطَلاطِلةَ ، والأسودُ بنُ عبدِ يغوثَ ، والأسودُ بنُ المطلب ، يبالغون في إيذاءِ النبـي صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به ، فنزل جبريلُ عليه الصلاة والسلام فقال : قد أُمرت أن أكفيكَهم ، فأومأ إلى ساق الوليد ، فمرَّ بنِبال ، فتعلق بثوبه سهمٌ ، فلم ينعطف تعظماً لأخذه ، فأصاب عِرقاً في عَقِبه ، فقطعه ، فمات ، وأومأ إلى أخمَص العاص ، فدخلت فيه شوكةٌ ، فقال : لُدغتُ ، وانتفخت رجلُه حتى صارت كالرّحى ، فمات ، وأشار إلى عيني الأسودِ بن المطلب ، فعمِيَ ، وإلى أنف الحارث ، فامتخط قيحاً ، فمات ، وإلى الأسود بن عبد يغوثَ وهو قاعدٌ في أصل شجرةٍ ، فجعل ينطح برأسه الشجرةَ ويضرب وجهه بالشوك حتى مات ) . { ٱلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلـٰهًا ءَاخَرَ } وصفهم بذلك تسليةً لرسوله صلى الله عليه وسلم وتهويناً للخطب عليه بإعلام أنهم لم يقتصروا على الاستهزاء به عليه الصلاة والسلام ، بل اجترأوا على العظيمة التي هي الإشراك بالله سبحانه { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } عاقبةَ ما يأتون ويذرون .