Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 107-108)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذٰلِكَ } إشارةٌ إلى الكفر بعد الإيمان أو إلى الوعيد المذكور { بِأَنَّهُمْ } بسبب أنهم { ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلْدُّنْيَا } آثروها { عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى } إلى الإيمان وإلى ما يوجب الثباتَ عليه هدايةَ قسرٍ وإلجاءٍ { ٱلْقَوْم ٱلْكَـٰفِرِينَ } في علمه المحيطِ فلا يعصمهم عن الزيغ وما يؤدّي إليه من الغضب والعذابِ العظيم ، ولولا أحدُ الأمرين : إما إيثارُ الحياة الدنيا على الآخرة وإما عدمُ هدايةِ الله سبحانه للكافرين هدايةَ قسرٍ بأن آثروا الآخرة على الدنيا أو بأن هداهم الله تعالى هدايةَ قسرٍ ، لَما كان ذلك لكنّ الثانيَ مخالفٌ للحكمة والأولُ مما لا يدخُل تحت الوقوعِ وإليه أشير بقوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ } أي أولئك الموصوفين بما ذكر من القبائح { ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَـٰرِهِمْ } فأبت عن إدراك الحقِّ والتأمل فيه { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ } أي الكاملون في الغفلة إذ لا غفلةَ أعظمُ من الغفلة عن تدبر العواقب .