Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 37-38)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِن تَحْرِصْ } خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرىء بفتح الراء وهي لغة { عَلَىٰ هُدَاهُمْ } أي إن تطلب هدايتَهم بجهدك { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ } أي فاعلم أنه تعالى لا يخلق الهدايةَ جبراً وقسراً فيمن يخلق فيه الضلالةَ بسوء اختيارِه ، والمرادُ به قريش ، وإنما وضع الموصولُ موضعَ الضمير للتنصيص على أنهم ممن حقت عليه الضلالةُ وللإشعار بعلة الحكم ، ويجوز أن يكون المذكورُ علةً للجزاء المحذوف ، أي إن تحرص على هداهم فلست بقادر على ذلك لأن الله لا يهدي من يُضله وهؤلاء من جملتهم ، وقرىء لا يُهدىٰ على بناء المفعول أي لا يقدر أحدٌ على هداية من يضله الله تعالى ، وقرىء لا يهَدّي بفتح الهاء وإدغام تاء يهتدي في الدال ، ويجوز أن يكون يهدي بمعنى يهتدي ، وقرىء يُضل بفتح الياء ، وقرىء لا هاديَ لمن يُضِل ولمن أضل { وَمَا لَهُم مّن نَّـٰصِرِينَ } ينصرونهم في الهداية أو يدفعون العذابَ عنهم ، وصيغة الجمع في الناصرين باعتبار الجمعية في الضمير فإن مقابلةَ الجمعِ بالجمع يقتضي انقسامَ الآحادِ إلى الآحاد لا لأن المرادَ نفيُ طائفةٍ من الناصرين من كل منهم . { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ } شروع في بـيان فن آخرَ من أباطيلهم وهو إنكارُ البعث { جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ } مصدرٌ في موقع الحال أي جاهدين في أيمانهم { لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ } ولقد رد الله تعالى عليهم أبلغَ ردَ بقوله الحق { بَلَىٰ } أي بلى يبعثهم { وَعْداً } مصدر مؤكد لما دل عليه بلى ، فإن ذلك موعدٌ من الله سبحانه ، أو المحذوفِ ، أو وعَد بذلك وعداً { عَلَيْهِ } صفة لوعداً أي وعداً ثابتاً عليه إنجازُه لامتناع الخُلفِ في وعده ، أو لأن البعثَ من مقتضيات الحِكمة { حَقّاً } صفةٌ أخرى له أو نصبٌ على المصدرية أي حقَّ حقاً { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } لجهلهم بشؤون الله عز شأنه من العلم والقدرةِ والحكمة وغيرِها من صفات الكمالِ ، وبما يجوز عليه وما لا يجوز وعدمِ وقوفِهم على سرّ التكوين والغايةِ القصوى منه ، وعلى أن البعثَ مما يقتضيه الحكمةُ التي جرت عادتُه سبحانه بمراعاتها { لاَّ يَعْلَمُونَ } أنه يبعثهم فيِبْنون القولَ بعدمه أو أنه وعدٌ عليه حق فيكذبونه قائلين : { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَءابَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ المؤمنون ، الآية 83 ] .