Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 56-57)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ } إلى الأمم ملتبسين بحال من الأحوال { إِلا } حالَ كونهم { مُبَشّرِينَ } للمؤمنين بالثواب { وَمُنذِرِينَ } للكفرة والعصاة بالعقاب { وَيُجَـٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَـٰطِلِ } باقتراح الآياتِ بعد ظهور المعجزاتِ والسؤالِ عن قصة أصحاب الكهفِ ونحوها تعنّتاً { لِيُدْحِضُواْ بِهِ } أي بالجدال { ٱلْحَقّ } أي يُزيلوه عن مركزه ويُبْطلوه من إدحاض القدمِ وهو إزلاقُها ، وهو قولهم للرسل عليهم الصلاة والسلام : { مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } [ يس ، الآية 15 ] { وَلَوْ شَاء ٱللَّهُ لأنزَلَ مَلَـٰئِكَةً } [ المؤمنون ، الآية 24 ] ونحوُهما { وَٱتَّخَذُواْ ءايَـٰتِى } التي تخِرُّ لها صمُّ الجبال { وَمَا أُنْذِرُواْ } أي أُنذروه من القوارع الناعيةِ عليهم العقابَ والعذابَ أو إنذارهم { هُزُواً } استهزاءً ، وقرىء بسكون الزاي وهو ما يستهزأ به . { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكّرَ بِـئَايِـٰتِ رَبّهِ } وهو القرآنُ العظيم { فَأَعْرَضَ عَنْهَا } ولم يتدبرها ولم يتذكرْ بها ، وهذا السبكُ وإن كان مدلولُه الوضعيُّ نفيَ الأظلمية من غير تعرّضٍ لنفي المساواة في الظلم إلا أن مفهومَه العُرْفيَّ أنه أظلمُ من كل ظالم ، وبناءُ الأظلمية على ما في حيز الصلة من الإعراض عن القرآن للإشعار بأن ظلمَ من يجادل فيه ويتخذُه هزواً خارجٌ عن الحد { وَنَسِىَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } أي عملَه من الكفر والمعاصي التي من جملتها ما ذكر من المجادلة بالباطل والاستهزاءِ بالحق ولم يتفكر في عاقبتها { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أغطيةً كثيرة جمع كِنان ، وهو تعليلٌ لإعراضهم ونسيانهم بأنهم مطبوعٌ على قلوبهم { أَن يَفْقَهُوهُ } مفعولٌ لما دل عليه الكلام أي منعناهم أن يقفوا على كُنهه ، أو مفعولٌ له أي كراهةَ أن يفقهوه { وَفِي آذَانِهِمْ } أي جعلنا فيها { وِقْراً } ثِقَلاً يمنعهم من استماعه { وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُواْ إِذاً أَبَداً } أي فلن يكون منهم اهتداءٌ البتةَ مدةَ التكليف ، وإذن جزاءٌ للشرط وجوابٌ عن سؤال النبـي عليه الصلاة والسلام المدلولِ عليه بكمال عنايتِه بإسلامهم ، كأنه قال عليه الصلاة والسلام : " مالي لا أدعوهم ؟ " فقيل : إن تدعهم الخ ، وجمعُ الضميرِ الراجع إلى الموصول في هذه المواضع الخمسة باعتبار معناه كما أن إفراده في المواطن الخمسة المتقدمة باعتبار لفظِه .