Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 61-62)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا بَلَغَا } الفاءُ فصيحة كما أشير إليه { مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا } أي مجمعَ البحرين ، وبـينِهما ظرفٌ أضيف إليه اتساعاً أو بمعنى الوصل { نَسِيَا حُوتَهُمَا } الذي جُعل فقدانُه أمارةَ وُجدانِ المطلوب أي نسيا تفقّد أمره وما يكون منه ، وقيل : نسي يوشع أن يقدّمه وموسى عليه السلام أن يأمره فيه بشيء ، روي أنهما لما بلغا مجمع البحرين وفيه الصخرةُ وعينُ الحياة التي لا يصيب ماؤها ميْتاً إلا حيِـيَ وضعا رؤوسَهما على الصخرة فناما فلما أصاب الحوتَ بردُ الماء ورَوحُه عاش ، وقد كانا أكلا منه وكان ذلك بعد ما استيقظ يوشع عليه السلام ، وقيل : توضأ عليه السلام من تلك العينِ فانتضح الماءُ على الحوت فعاش فوقع في الماء { فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى ٱلْبَحْرِ سَرَباً } مسلَكاً كالسرب وهو النفق ، قيل : أمسك الله عز وجل جريةَ الماء على الحوت فصار كالطاق عليه معجزةً لموسى أو للخضر عليهما السلام ، وانتصابُ سَرباً على أنه مفعولٌ ثانٍ لاتخذ وفي البحر حال منه أو من السبـيل ويجوز أن يتعلق باتخذ . { فَلَمَّا جَاوَزَا } أي مجمعَ البحرين الذي جُعل موعداً للملاقاة ، قيل : أدلجا وسارا الليلةَ والغدَ إلى الظهر وأُلقي على موسى عليه السلام الجوعُ فعند ذلك { قَالَ لِفَتَـٰهُ ءاتِنَا غَدَاءنَا } أي ما نتغدى به وهو الحوتُ كما ينبىء عنه الجواب { لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا } إشارةٌ إلى ما سارا بعد مجاوزةِ الموعد { نَصَباً } تعباً وإعياءً ، قيل : لم ينصَبْ ولم يجُعْ قبل ذلك ، والجملةُ في محل التعليل للأمر بإيتاء الغداء إما باعتبار أن النصَبَ إنما يعتري بسبب الضعفِ الناشىء عن الجوع وإما باعتبار ما في أثناء التغدي من استراحة ما .