Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 27-29)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا } أي جاءتهم مع ولدها راجعة إليهم عندما طهرت من نفاسها { تَحْمِلُهُ } أي حاملةً له { قَالُواْ } مؤنبـين لها { يا مريم لَقَدْ جِئْتَ } أي فعلت { شَيْئاً فَرِيّاً } أي عظيماً بديعاً منكراً من فرَى الجلدَ أي قطعه ، أو جئتِ مجيئاً عجيباً عبر عنه بالشيء تحقيقاً للاستغراب . { يَـٰأُخْتَ هَـٰرُونَ } استئنافٌ لتجديد التعيـيرِ وتأكيدِ التوبـيخ عنَوا به هارونَ النبـيَّ عليه السلام ، وكانت مِن أعقاب مَن كان معه في طبقة الأخوة ، وقيل : كانت من نسله وكان بـينهما ألف سنة ، وقيل : هو رجلٌ صالح أو طالح كان في زمانهم شبّهوها به ، أي كنت عندنا مثله في الصلاح أو شتموها به { مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } تقريرٌ لكون ما جاءت به فِرّياً منكراً وتنبـيهٌ على أن ارتكابَ الفواحش من أولاد الصالحين أفحشُ . { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } أي إلى عيسى عليه السلام أنْ كلّموه ، والظاهر أنها حينئذ بـينت نذرَها وأنها بمعزل من محاورة الإنس حسبما أُمرت ، ففيه دَلالةٌ على أن المأمورَ به بـيانُ نذرها بالإشارة لا بالعبارة ، والجمعُ بـينهما مما لا عهدَ به { قَالُواْ } منكرين لجوابها { كَيْفَ نُكَلّمُ مَن كَانَ فِى ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } ولم نعهَد فيما سلف صبـياً يكلمه عاقل ، وقيل : ( كان ) لإيقاع مضمونِ الجملة في زمان ماضٍ مبهمٍ صالحٍ لقريبه وبعيده ، وهو هٰهنا لقريبه خاصة بدليل أنه مَسوقٌ للتعجب ، وقيل : هي زائدة والظرفُ صلة مَنْ وصبـياً حال من المستكنّ فيه أو هي تامة أو دائمة كما في قوله تعالى : { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } [ النساء ، الآية 17 ] .