Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 66-67)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَقُولُ ٱلإِنْسَـٰنُ } المرادُ به إما الجنسُ بأسره وإسنادُ القول إلى الكل لوجود القولِ فيما بـينهم وإن لم يقله الجميع ، كما يقال : بنو فلان قتلوا فلاناً وإنما القاتلُ واحدٌ منهم ، وإما البعضُ المعهودُ منهم وهم الكفرةُ أو أُبـيُّ بنُ خلف فإنه أخذ عظاماً باليةً ففتّها وقال : يزعُم محمد أنا نبعث بعد ما نموت ونصير إلى هذه الحال ، أي يقول بطريق الإنكار والاستبعاد : { أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } أي أُبعث من الأرض ، أو من حال الموت ، وتقديمُ الظرف وإيلاؤه حرفَ الإنكار لما أن المنكرَ كونُ ما بعد الموت وقت الحياة ، وانتصابُه بفعل دل عليه أُخرجُ لا به فإن ما بعد اللام لا يعمل فيما قبلها وهي هٰهنا مخلَصةٌ للتوكيد مجرّدةٌ عن معنى الحال ، كما خلَصت الهمزةُ واللامُ للتعويض في يا ألله فساغ اقترانُها بحرف الاستقبال ، وقرىء إذا ما مِتّ بهمزة واحدة مكسورة على الخبر . { أَوَلاَ يَذْكُرُ إلإِنْسَـٰنُ } من الذكر الذي يراد به التفكرُ ، والإظهارُ في موقع الإضمار لزيادة التقريرِ والإشعارِ بأن الإنسانيةَ من دواعي التفكرِ فيما جرى عليه من شؤون التكوينِ المُنْحِية بالقلع عن القول المذكور ، وهو السرُّ في إسناده إلى الجنس أو إلى الفرد بذلك العنوان ، والهمزةُ للإنكار التوبـيخيِّ والواوُ لعطف الجملة المنفيةِ على مقدّر يدلُّ عليه يقول ، أي أيقول ذلك ولا يذكر { أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } أي من قبلِ الحالة التي هو فيها وهي حالةُ بقائِه { وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } أي والحالُ أنه لم يكن حينئذ شيئاً أصلاً ، فحيث خلقناه وهو في تلك الحالةِ المنافيةِ للخلق بالكلية مع كونه أبعدَ من الوقوع فلأَنْ نَبعثَه بجمع الموادِّ المتفرِّقة وإيجادِ مثلِ ما كان فيها من الأعراض أَوْلى وأظهرُ ، فما له لا يذكُره فيقعَ فيما يقع فيه من النكير ! وقرىء يذّكّر ويتذكر على الأصل .