Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 63-64)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ } تذكيرٌ لجناية أخرى لأسلافهم أي واذكروا وقت أخْذِنا لميثاقكم بالمحافظة على ما في التوراة { وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ } عطفٌ على قوله أخذْنا أو حالٌ أي وقد رفعنا فوقَكم الطورَ كأنه ظُلة ، رُوي أن موسى عليه السلام لمّا جاءهم بالتوراة فرأَوْا ما فيها من التكاليف الشاقةِ كبُرت عليهم فأبَوْا قَبولها فأُمر جبريلُ عليه السلام فقلَعَ الطورَ فظلله عليهم حتى قبِلوا . { خُذُواْ } على إرادة القول { مَا ءاتَيْنَـٰكُم } من الكتاب { بِقُوَّةٍ } بجدٍّ وعزيمة { وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ } أي احفَظوه ولا تنسَوْه أو تفكروا فيه فإنه ذكرٌ بالقلب أو اعملوا به { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } لكي تتقوا المعاصيَ أو لتنجُوا من هلاك الدارين أو رجاءً منكم أن تنتظِموا في سلك المتقين أو طلباً لذلك وقد مر تحقيقُه { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } أي أعرضْتم عن الوفاء بالميثاق { مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } من بعد أخذِ ذلك الميثاقِ المؤكد { فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } بتوفيقكم للتوبة أو بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم حيث يدْعوكم إلى الحق ويهديكم إليه { لَكُنتُم مّنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } أي المفتونين بالانهماكِ في المعاصي والخبْطِ في مهاوي الضلال عند الفترة . وقيل : لولا فضلُه تعالى عليكم بالإمهال وتأخيرِ العذاب لكنتم من الهالكين وهو الأنسبُ بما بعده وكلمةُ ( لولا ) إما بسيطةٌ أو مركبة من لو الامتناعية وحرف النفي ومعناها امتناعُ الشيءِ لوجود غيرِه كما أن ( لو ) لامتناعه لامتناعِ غيرِه والاسم الواقعُ بعدها عند سيبويه مبتدأٌ خبرُه محذوف وجوباً لدلالة الحال عليه وسدِّ الجواب مسدَّه ، والتقديرُ لولا فضلُ الله حاصلٌ ، وعند الكوفيـين فاعل فعلٍ محذوف أي لولا ثبَتَ فضلُ الله تعالى عليكم .