Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 22-24)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ } أُمر عليه الصلاة والسلام بذلك بعدما أخذ الحيةَ وانقلبت عصاً كما كانت أي أدخلها تحت عضُدِك فإن جناحَيْ الإنسانِ جنباه كما أن جناحيَ العسكر ناحيتاه مستعارٌ من جناحي الطائرِ ، وقد سُمّيا جناحين لأنه يجنَحُهما أي يُميلهما عند الطيران وقوله تعالى : { تُخْرِجُ } جوابُ الأمر وقوله تعالى : { بَيْضَاء } حالٌ من الضمير فيه وقوله تعالى : { مِنْ غَيْرِ سُوء } متعلقٌ بمحذوف هو حالٌ من الضمير في بـيضاء أي كائنةً من غير عيب وقبح ، كنّي به عن البرص كما كنّي بالسوأة عن العورة لما أن الطِباعَ تعافه وتنفِر منه ، روي أنه عليه الصلاة والسلام كان آدمَ فأخرج يده من مُدرّعته بـيضاءَ لها شُعاعٌ كشعاع الشمس تُغشّي البصرَ { ءَايَةً أُخْرَىٰ } أي معجزةً أخرى غيرَ العصا وانتصابُها على الحالية إما من الضمير في تخرجْ على أنها بدلٌ من الحال الأولى ، وإما من الضمير في بـيضاءَ ، وقيل : من الضمير في الجار والمجرور ، وقيل : هي منصوبةٌ بفعل مضمرٍ نحوُ خذْ أو دونك وقوله تعالى : { لِنُرِيَكَ مِنْ ءايَـٰتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ } متعلقٌ بمضمر ينساق إليه النظمُ الكريم ، كأنه قيل : فعلنا ما فعلنا من الأمر والإظهارِ لنُريَك بذلك بعضَ آياتنا الكبرى ، على أن الكبرى صفةٌ لآياتنا أو نريَك بذلك من آياتنا ما هي كُبرى على أن الكبرى مفعولٌ ثانٍ لنُريَك ومن آياتنا متعلق بمحذوف هو حال من ذلك المفعولِ ، وأياً ما كان فالآيةُ الكبرى عبارةٌ عن العصا واليدِ جميعاً ، وأما تعلقُه بما دل عليه آيةٌ أي دلّلنا بها لنريك الخ ، أو بقوله تعالى : { وَٱضْمُمْ } أو بقوله : { تُخْرِجُ } أو بما قُدّر من نحو خذ ودونك كما قال بكلٍ من ذلك قائل ، فيؤدّي إلى عَراء آيةِ العصا عن وصف الكِبَر فتدبر . { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } تخلّصٌ إلى ما هو المقصودُ من تمهيد المقدمات السالفةِ فُصل عما قبله من الأوامر إيذاناً بأصالته ، أي اذهبْ إليه بما رأيتَه من الآيات الكبرى وادْعُه إلى عبادتي وحذّره نَقِمتي وقوله تعالى { إِنَّهُ طَغَىٰ } تعليلٌ للأمر أو لوجوب المأمورِ به أي جاوز الحدَّ في التكبر والعتوّ والتجبر حتى تجاسر على العظيمة التي هي دعوى الربوبـية .