Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 91-93)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ } في جواب هارون عليه الصلاة والسلام { لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ } على العجل وعبادته { عَـٰكِفِينَ } مقيمين { حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ } جعلوا رجوعَه عليه السلام إليهم غايةً لعُكوفهم على عبادة العجلِ لكن لا على طريق الوعدِ بتركها عند رجوعِه عليه السلام بل بطريق التعلل والتسويفِ ، وقد دسوا تحت ذلك أنه عليه السلام لا يرجِع بشيء مبـين تعويلاً على مقالة السامريّ . روي أنهم لما قالوه اعتزلهم هارونُ عليه السلام في اثني عشر ألفاً وهم الذين لم يعبدوا العجل ، فلما رجع موسى عليه السلام وسمع الصياحَ وكانوا يرقُصون حول العجل قال للسبعين الذين كانوا معه : هذا صوتُ الفتنة فقال لهم ما قال وسمع منهم ما قالوا . وقوله تعالى : { قَالَ } استئنافٌ مبنيٌّ على سؤال نشأ من حكاية جوابهم لهارون عليه السلام ، كأنه قيل : فماذا قال موسى لهارون عليهما السلام حين سمع جوابهم له ؟ وهل رضيَ بسكوته بعد ما شاهد منهم ما شاهد ؟ فقيل : قال له وهو مغتاظٌ قد أخذ بلحيته ورأسه : { قَالَ يٰهَـٰرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّواْ } بعبادة العجل وبلغوا من المكابرة إلى أن شافهوك بتلك المقالةِ الشنعاء { أَن لا تَتَّبِعَنِ } أي أن تتّبعَني ، على أن لا مزيدةٌ وهو مفعولٌ ثانٍ لمنع وهو عامل في إذ ، أيْ أيُّ شيءٍ منعك حين رؤيتِك لضلالهم من أن لا تتبعني في الغضب لله تعالى والمقاتلة مع من كفر به ، وقيل : المعنى ما حملك على أن تتبعني ، فإن المنع عن الشيء مستلزمٌ للحمل على مقابله ، وقيل : ما منعك أن تلحقَني وتُخبرَني بضلالهم فتكونَ مفارقتُك مزْجرةً لهم ، وفيه أن نصائحَ هارونَ عليه السلام حيث لم تزجُرْهم عما كانوا عليه فلأن لا تزجُرَهم مفارقتُه إياهم عنه أولى ، والاعتذارُ بأنهم إذا علموا أنه يلحقه ويخبره بالقصة يخافون رجوعَ موسى عليه السلام فينزجروا عن ذلك بمعزل من حيز القبول ، كيف لا وهم قد صرحوا بأنهم عاكفون عليه إلى رجوعه عليه السلام { أَفَعَصَيْتَ أَمْرِى } أي بالصلابة في الدين والمحاماةِ عليه فإن قوله له عليهما السلام : اخلُفني متضمنٌ للأمر بهما حتماً ، فإن الخلافةَ لا تتحقق إلا بمباشرة الخليفة ما كان يباشره المستخلِفُ لو كان حاضراً ، والهمزة للإنكار التوبـيخي والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام ، أي ألم تتبعني أو خالفتني فعصيت أمري .