Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 107-111)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ } بما ذكر وبأمثاله من الشرائع والأحكامِ وغير ذلك من الأمور التي هي مناطٌ لسعادة الدارين { إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ } هو في حيز النصب على أنه استثناءٌ من أعم العلل أو من أعم الأحوال ، أي ما أرسلناك بما ذكر لعلة من العلل إلا لرحمتنا الواسعةِ للعالمين قاطبةً ، أو ما أرسلناك في حال من الأحوال إلا حالَ كونِك رحمةً لهم فإن ما بُعثتَ به سببٌ لسعادة الدارين ومنشأٌ لانتظام مصالحهم في النشأتين ، ومن لم يغتنمْ مغانمَ آثارِه فإنما فرَّط في نفسه وحُرمةِ حقه لا أنه تعالى حَرَمه مما يُسعِده ، وقيل : كونُه رحمةً في حق الكفار أمنُهم من الخسف والمسخِ والاستئصال حسبما ينطِق به قوله تعالى : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ } [ الأنفال : 33 ] { قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وٰحِدٌ } أي ما يوحىٰ إليّ إلا أنه لا إلٰهَ لكم إلا إلٰهٌ واحدٌ لأنه المقصودُ الأصليُّ من البعثة ، وأما ما عداه فمن الأحكام المتفرِّعة عليه فإنما الأولى لقصر الحُكم على الشيء كقولك : إنما يقوم زيد أي ما يقوم إلا زيد ، والثانيةُ لقصر الشيءِ على الحكم كقولك : إنما زيدٌ قائم أي ليس له إلا صفةُ القيام { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } أي مخلِصون العبادةَ لله تعالى مخصِّصون لها به تعالى ، والفاءُ للدِلالة على أن ما قبلها موجبٌ لما بعدها . قالوا : فيه دَلالةٌ على أن صفةَ الوَحْدانية تصحّ أن يكون طريقُها السمعَ . { فَإِن تَوَلَّوْاْ } عن الإسلام وعن شرائعه ومباديه ولم يلتفتوا إلى ما يوجبه من الوحي { فَقُلْ } لهم { ءاذَنتُكُمْ } أي أعلمتُكم ما أُمرت به أو حربـي لكم { عَلَىٰ سَوَاء } كائنين على سواءٍ في الإعلام به لم أطْوِه عن أحد منكم أو مستوين به أنا وأنتم في العلم بما أعلمتُكم به أو في المعاداة أو إيذاناً على سواء ، وقيل : أعلمتكم أني على سواء أي عدلٍ واستقامة رأيٍ بالبرهان النيّر { وَإِنْ أَدْرِى } أي ما أدري { أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } من غلَبة المسلمين وظهورِ الدين أو الحشرُ مع كونه آتياً لا محالة . { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ } أي ما تجاهرون به من الطعن في الإسلام وتكذيبِ الآياتِ التي من جملتها ما نطق بمجيء الموعود { وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } من الإحْن والأحقاد للمسلمين فيجازيكم عليه نقيراً وقطميراً . { وَإِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ } أي ما أدري لعل تأخيرَ جزائِكم استدراجٌ لكم وزيادةٌ في افتتانكم ، أو امتحانٌ لكم لينظُرَ كيف تعملون { وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ } أي وتمتُّعٌ لكم إلى أجل مقدر تقتضيه مشيئتَه المبنيةُ على الحِكَم البالغةِ ليكون ذلك حجةً عليكم .