Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 108-112)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا } أي اسكتُوا في النَّارِ سكوتَ هوانٍ وذِلُّوا وانزجرُوا انزجارَ الكلابِ إذا زُجرتْ . من خسأتُ الكلبَ إذا زجرتَه فَخَسِأ أي انزجرَ { وَلاَ تُكَلّمُونِ } أي باستدعاءِ الإخراجِ من النَّار ، والرَّجْعِ إلى الدُّنيا وقيل : لا تُكلِّمونِ في رفع العذابِ ويردُّه الَّعليلُ الآتِي وقيل : لا تُكلِّمونِ رأساً وهو آخرُ كلامٍ يتكلَّمونَ به ثم لا كلامَ بعد ذلكَ إلا الشَّهيقُ والزَّفيرُ والعُواءُ كعواءِ الكلبِ لا يَفْهمون ولا يُفهمون ويردُّه الخطاباتُ الآتيةُ قطعاً . وقوله تعالى : { إِنَّهُ } تعليلٌ لما قبله من الزجرِ عن الدُّعاءِ أي أنَّ الشَّأنَ . وقُرىء بالفتحِ أي لأنَّ الشَّأنَ { كَانَ فَرِيقٌ مّنْ عِبَادِى } وهُم المُؤمنون . وقيل : هم الصَّحابةُ . وقيل : أهلُ الصُّفَّةِ رضوان الله تعالى عليهم أجمعينَ { يَقُولُونَ } في الدُّنيا { رَبَّنَا ءامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرحِمِينَ * فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } أي اسكتُوا عن الدُّعاءِ بقولكم : ربنا الخ ، لأنَّكم كنتُم تستهزئُون بالدَّاعينَ بقولهم : ربنا آمنا الخ ، وتتشاغلُون باستهزائِهم { حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ } أي الاستهزاءُ بهم { ذِكْرِى } من فرطِ اشتغالِكم باستهزائِهم { وَكُنْتُمْ مّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } وذلك غايةُ الاستهزاءِ . وقولُه تعالى : { إِنِى جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ } استئنافٌ لبـيانِ حُسنِ حالِهم وأنَّهم انتفعُوا بمَا آذوهم { بِمَا صَبَرُواْ } بسبب صبرِهم على أذيَّتِكم . وقولُه تعالى : { أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ } ثاني مفعولَيْ الجزاءِ أي جزيتُهم فوزَهم بمجامعِ مراداتِهم مخصُوصينَ به . وقُرىء بكسرِ الهمزةِ على أنَّه تعليلٌ للجزاءِ وبـيانٌ لكونِه في غايةِ ما يكونُ من الحُسنِ . { قَالَ } أي الله عزَّ وجلَّ أو المَلَكُ المأمور بذلك تذكيراً لِما لبثُوا فيما سألُوا الرُّجوعَ إليه من الدُّنيا بعد التَّنبـيهِ على استحالتِه بقولِه : اخسؤُا فيها الخ . وقُرىء قُل ، على الأمرِ للمَلَكِ { كَمْ لَبِثْتُمْ فِى ٱلأَرْضِ } التي تدْعُون أنْ ترجِعوا إليها { عَدَدَ سِنِينَ } تميـيزٌ لكَمْ .