Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 79-85)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَهُوَ ٱلَّذِى ذَرَأَكُمْ فِى ٱلأَرْضِ } أي خلقَكم وبثَّكم فيها بالتَّناسلِ { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي تُجمعون يومَ القيامةِ بعد تفرُّقكم لا إلى غيرِه فما لكُم لا تُؤمنون به ولا تَشكرونَهُ . { وَهُوَ ٱلَّذِى يُحىِ وَيُمِيتُ } من غير أنْ يشاركَه في ذلك شيءٌ من الأشياءِ { وَلَهُ } خاصَّةً { ٱخْتِلَـٰفُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي هُو المؤثِّرُ في اختلافِهما أي تعاقبِهما أو اختلافِهما ازدياداً وانتِقاصاً أو لأمرِه وقضائِه اختلافُهما { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي ألا تتفكَّرون فلا تعقلون أو أتتفكَّرون فلا تعقلونَ بالنَّظرِ والتَّأمُّلِ أنَّ الكُلَّ منَّا وأنَّ قدرتَنا تعمُّ جميعَ الممكناتِ التي من جُملتِها البعثُ . وقُرىء يعقلونَ على أنَّ الالتفاتَ إلى الغَيبةِ لحكايةِ سوء حالِ المُخاطبـين لغيرِهم ، وقيل : على أنَّ الخطابَ الأَوَّلَ لتغليبِ المؤمنينَ وليس بذاكَ . { بَلْ قَالُواْ } عطفٌ على مضمرٍ يقتضيهِ المقامُ أي فلم يعقلُوا بل قالُوا { مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } أي آباؤُهم ومَن دان بدينِهم . { قَالُواْ أَءذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءنَّا لَمَبْعُوثُونَ } تفسيرٌ لما قبله من المُبهم وتفصيلٌ لما فيهِ من الإجمالِ وقد مرَّ الكلامُ فيه . { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَءابَاؤُنَا هَـٰذَا } أي البعثَ { مِن قَبْلُ } متعلِّقٌ بالفعلِ من حيثُ إسنادُه إلى آبائِهم لا إليهم أي ووُعد آباؤُنا من قبل . أو بمحذوفٍ وقعَ حالاً من آباؤنا أي كائنينَ من قبلُ . { إِنَّ هَذَا } أي ما هذا { إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي أكاذيبُهم التي سَطَرُوها جمع أُسطورةٍ كأُحدوثةٍ وأُعجوبةٍ . وقيل : جمعُ أسطارٍ جمعُ سطرٍ . { قُل لّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَا } من المخلوقاتِ تغليباً للعُقلاءِ على غيرِهم { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } جوابُه محذوفٌ ثقةً بدلالة الاستفهامِ عليه أي إنْ كنتُم تعلمون شيئاً فأخبرونِي به ، فإنَّ ذلك كافٍ في الجوابِ . وفيه من المُبالغةِ في وضوحِ الأمرِ وفي تجهيلِهم ما لا يَخْفى أو إنْ كنتُم تعلمون ذلكَ فأخبرونِي وفيه استهانةٌ بهم وتقريرٌ لجهلِهم ولذلك أخبرَ بجوابهم قبل أنْ يُجيبوا حيثُ قيل : { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } لأنَّ بديهةَ العقلِ تضطرُّهم إلى الاعترافِ بأنَّه تعالى خالقُها . { قُلْ } أي عندَ اعترافِهم بذلك تبكيتاً لهم { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي أتعلمون ذلكَ أو تقولون ذلكَ فلا تتذكَّرون أنَّ مَن فطرَ الأرضَ وما فيها ابتداءً قادرٌ على إعادتها ثانياً فإنَّ البَدْءَ ليس بأهونَ من الإعادةِ بلِ الأمرُ بالعكس في قياس العقولِ . وقُرىء تتذكَّرون على الأصل .