Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 112-118)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ وَمَا عِلْمِى بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } جواب عَّما أُشير إليه من قولهم إنَّهم لم يُؤمنوا عن نظرٍ وبصيرةٍ أي وما وظيفتي إلاَّ اعتبارُ الظَّواهرِ وبناءُ الأحكامِ عليها دون التَّفتيشِ عن بواطنهم والشَّقِّ عن قلوبهم . { إِنْ حِسَابُهُمْ } أي ما محاسبةُ أعمالِهم والتَّنقيرُ عن كيفَّياتِها البارزةِ والكامنةِ . { إِلاَّ عَلَىٰ رَبّى } فإنَّه المُطَّلعُ على السَّرائرِ والضَّمائرِ { لَوْ تَشْعُرُونَ } أي بشيءٍ من الأشياءِ أو لو كنتُم من أهلِ الشُّعور لعلمتم ذلك ولكنَّكم لستُم كذلك فتقولون ما تقولُون . { وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } جواب عمَّا أوهمُه كلامُهم من استدعاءِ طردِهم وتعليقِ إيمانِهم بذلك حيثُ جعلوا اتِّباعَهم مانعاً عنه . وقوله : { إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } كالعلَّةِ أي ما أنَا رسولٌ مبعوثٌ لإنذار المكلَّفين وزجرهِم عن الكفر والمعاصي سواءً كانُوا من الأعزَّاء أو الأذِلاَّء فكيف يتسنَّى لي طرد الفُقراء لاستتباع الأغنياءِ ، أو ما عليَّ إلاَّ إنذارُكم بالبرهان الواضحِ وقد فعلتُه وما عليَّ استرضاءُ بعضِكم بطردِ الآخرين . { قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰنُوحٌ } عمَّا تقول { لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُرْجُومِينَ } من المشتُومين أو المرميـين بالحجارةِ قالوه قاتلهم الله تعالى في أواخرِ الأمرِ . ومعنى قوله تعالى : { قَالَ رَبّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ } تمُّوا على تكديبـي وأصرُّوا على ذلك بعد ما دعوتُهم هذه الأزمنةَ المُتطاولة ولم يزدهم دعائي إلا فراراً كما يُعرب عنه دُعاؤْه بقولِه { فَٱفْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً } أي أحكُم بـيننا بما يستحقُّه كلُّ واحدٍ منَّا وهذه حكايةٌ إجماليةٌ لدعائِه المفصَّل في سورة نوحٍ عليه السَّلامُ { وَنَجّنِى وَمَن مَّعِى مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي من قصدِهم أو من شؤمِ أعمالِهم .