Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 69-72)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } عطف على المضمرِ المقدَّر عاملاً لإذ نادى الخ أي واتل على المشركينَ { نَبَأَ إِبْرٰهِيمَ } أي خبَره العظيمَ الشَّأنِ حسبما أُوحيَ إليك لتقف على ما ذُكر من عدمِ إيمانِهم بما يأتيهم من الآيات بأحد الطَّريقين { إِذْ قَالَ } منصوب إما على الظَّرفيةِ للنبأ أي نبأه وقت قوله { لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ } أي على المفعولية لاتلُ على أنَّه بدلٌ من نبأ أي واتلُ عليهم وقت قوله لهم { مَا تَعْبُدُونَ } على أنَّ المتلو ما قاله لهم في ذلك الوقتِ سألهم عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ عن ذلك ليبني على جوابِهم أنَّ ما يعبدونَهُ بمعزولٍ من استحقاقِ العبادةِ بالكُلِّية . { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَـٰكِفِينَ } لم يقتصرُوا على الجواب الكافي بأنْ يقولُوا أصناماً كما في قوله تعالى : { يَسْـئَلُونَكَ مَاذا يُنْفِقُونَ قُل ٱلعَفو } [ سورة البقرة : الآية 219 ] وقوله تعالى : { مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا } [ سورة النحل : الآية 30 ] ونظائرهما ، بل أطنبُوا فيه بإظهار الفعلِ . وعطفُ دوامِ عكوفهم على أصنامِهم قصداً إلى إبرازِ ما في نفوسِهم الخبـيثةِ من الابتهاجِ والافتخارِ بذلك ، والمرادُ بالظلول الدَّوامُ وقيل : كانُوا يعبدونَها بالنَّهارِ دُون اللَّيلِ ، وصلة العكوف كلمةُ عَلَى . وإيرادُ اللاَّمِ لإفادةِ معنى زائدٍ كأنَّهم قالوا فنظلُّ لأجلِها مُقبلين على عبادتها أو مستديرين حولَها وهذا أيضاً من جُملة إطنابِهم . { قَالَ } استئنافٌ مبنيٌّ على سؤالِ نشأ من تفصيلِ جوابهم { هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ } أي هل يسمعُون دعاءَكم على حذف المضافِ أو يسمعونكم تدعُون كقولك سمعتُ زَيْداً يقول كيتَ وكيتَ فخذف لدلالةِ قوله تعالى : { إِذْ تَدْعُونَ } عليه . وقُرىء هل يُسمعونكم من الإسماع أي هل يُسمعونكم شيئاً من الأشياءِ أو الجواب عن دعائكم وهل يقدِرون على ذلك . وصيغةُ المضارعِ من إذ على حكايةِ الحالِ الماضيةِ لاستحضار صُورتِها كأنَّه قيل لهم : استحضُروا الأحوالَ الماضيةَ التي كنتُم تدعونها فيها وأجيبُوا هل سمعُوا أو أسُمعوا قط .