Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 69-73)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } كعداوة رسولِ للها صلى الله عليه وسلم وحقدِه { وَمَا يُعْلِنُونَ } كالطَّعنِ فيه { وَهُوَ ٱللَّهُ } أي المستحقُّ للعبادة { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا أحدَ يستحقُّها إلا هو { لَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلأُولَىٰ وَٱلآخِرَةِ } لأنَّه المولى للنِّعم كلِّها عاجلِها وآجلِها على الخلق كافةً يحمَده المؤمنون في الآخرةِ كما حمِدُوه في الدُّنيا بقولِهم : الحمدُ لله الذي أذهبَ عنَّا الحزنَ الحمدُ لله الذي صدقنا وعدَه ابتهاجاً بفضلِه والتذاذاً بحمدِه { وَلَهُ ٱلْحُكْمُ } أي القضاءُ النَّافذُ في كلِّ شيءٍ من غيرِ مشاركةٍ فيه لغيرِه { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بالبعثِ لا إلى غيرِه . { قُلْ } تقريراً لما ذُكر { أَرَءيْتُمْ } أي أخبرونِي { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً } دائماً من السَّرد وهو المتابعةُ والاطِّرادِ والميمُ مزيدةٌ كما في دلامص من الدِّلاص يقال : درع دلاصٌ أي ملساءُ لينةٌ { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } بإسكانِ الشَّمس تحت الأرضِ أو تحريكها حول الأُفقِ الغائر { مَّنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } صفةٌ لإلٰه { يَأْتِيكُمْ بِضِيَاء } صفةٌ أخرى لها عليها يدورُ أمرُ التبكيتِ والإلزامِ كما في قوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ } [ سورة يونس : الآية 31 ] وقوله تعالى : { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ } [ سورة الملك : الآية 30 ] ونظائرِهما خلا أنَّه قُصدَ بـيانُ انتفاءِ الموصوفِ بانتفاءِ الصِّفة ولم يُقَل : هل إلٰه الخ لإيرادِ التَّبكيت والإلزامِ على زعمِهم . وقُرىء بضئاءٍ بهمزتينِ { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } هذا الكلامَ الحقَّ سماعَ تدبُّرٍ واستبصارٍ حتَّى تُذعنوا له وتعملوا بموجبِه . { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } بإسكانِها في وسطِ السَّماء أو بتحريكِها على مدارٍ فوقَ الأُفق { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } استراحةً من متاعبِ الأشغالِ ، ولعلَّ تجريدَ الضَّياءِ عن ذكرِ منافعِه لكونِه مقصوداً بذاتِه ظاهرَ الاستتباعِ لِما نيطَ به من المنافعِ { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } هذه المنفعةَ الظَّاهرةَ التي لا تَخْفى على مَن له بصرٌ . { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } أي في الليلِ { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } في النَّهارِ بأنواعِ المكاسبِ { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ولكي تشكرُوا نعمتَه تعالى فعلَ ما فعلَ أو لكي تعرفُوا نعمتَه تعالى وتشكروه عليها .