Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 82-84)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ } منزلتَه { بِٱلأَمْسِ } منذ زمانٍ قريبٍ { يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ } أي يفعلُ كلَّ واحدٍ من البسطِ والقدرِ بمحضِ مشيئتهِ لا لكرامةٍ تُوجب البسطَ ولا لهوانٍ يقتضِي القبضَ . ويكأنّ عند البصريـينَ مركبٌ من وَيْ للتَّعجبِ وكأنَّ للتشبـيهِ والمعنى ما أشبَه الأمرَ أنَّ الله يبسط الخ . وعند الكوفيـينَ من وَيْكَ بمعنى ويلك وأنَّ وتقديرُه وَيكَ أعلَم أنَّ الله وإنَّما يستعملُ عند التنبهِ على الخطأِ والتندُّم والمعنى أنَّهم قد تنبَّهوا على خطئِهم من تمنِّيهم وتندَّموا على ذلك { لَوْلا أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا } بعدم إعطائِه إيانَّا ما تمنيناهُ وإعطائنا مثلَ ما أعطاه إيَّاه . وقُرىء لولا مَنَّ الله علينا { لَخَسَفَ بِنَا } كما خسفَ بهِ . وقُرىء لخُسِف بنا على النباءِ للمفعولِ وبنا هو القائمُ مقامَ الفاعلِ . وقُرىء لا تْخسفَ بنا كقولِك أنقطعَ بهِ ، وقرُىء لتُخْسف بنا { وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } لنعمةِ الله تعالى أو المكذَّبون برسلِه وبما وعدُوا من ثوابِ الآخرةِ . { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } إشارةُ تعظيمٍ وتفخيمٍ كأنَّه قيل تلك التي سمعتَ خبَرها وبلغَك وصفُها { نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ } أي غلبةً وتسلطاً { وَلاَ فَسَاداً } أي ظُلماً وعدُواناً على العبادِ كدأبِ فرعونَ وقارونَ وفي تعليق الموعد بترك إرادتهما لا بتركِ أنفسهما مزيدُ تحذير منهما . وعن عليَ رضي الله عنه أنَّ الرَّجلَ ليعجبه أنْ يكونَ شِراكُ نعلِه أجودَ من شراكَ نعلِ صاحبِه فيدخلُ تحتَها { وَٱلْعَـٰقِبَةُ } الحميدة { لّلْمُتَّقِينَ } أي الذين يتَّقون ما لا يرضاهُ الله من الأفعالِ والأقوالِ { مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ } بمقابلتِها { خَيْرٌ مّنْهَا } ذاتاً ووصفاً وقدراً { وَمَن جَاء بِٱلسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى ٱلَّذِينَ عَلِمُواْ ٱلسَّيّئَاتِ } وُضع فيه الموصولُ والظَّاهرُ موضعَ الضَّميرِ لتهجينِ حالِهم بتكريرِ إسنادِ السَّيئةِ إليهم { إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي إلا مثل ما كانُوا يعملون فحُذفَ المثلُ وأُقيم مقامَه ما كانُوا يعملون مبالغةً في المُماثلةِ .