Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 122-122)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذْ هَمَّتْ } بدلٌ من إذ غدوت مبـينٌ لما هو المقصودُ بالتذكير أو ظرفٌ لسميعٌ عليمٌ ، على معنى أنه تعالى جامعٌ بـين سماعِ الأقوالِ والعلمِ بالضمائر في ذلك الوقتِ إذ لا وجهَ لتقيـيد كونِه تعالى سميعاً عليماً بذلك الوقت . قال الفراءُ : معنى قولِك : ضربتُ وأكرمتُ زيداً أن زيداً منصوبٌ بهما وأنهما تسلّطا عليه معاً . { طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ } متعلقٌ بهمَّتْ والباءُ محذوفةٌ أي بأن تفشَلا أي تجبُنا وتضعُفا وهما حيانِ من الأنصار بنو سلمةَ من الخزرج وبنو حارثةَ من الأوس ، وهما الجناحانِ من عسكر رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا ألفَ رجل وقيل : تسعَمائةٍ وخمسين وَعَدهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الفتحَ إن صبَروا فلما قاربوا عسكرَ الكفرةِ وكانوا ثلاثةَ آلافٍ انخذل عبدُ اللَّه بنُ أبـيَ بثلث الناسِ فقال : يا قومُ علامَ نَقتُل أنفسَنا وأولادَنا فتبِعَهم عمروُ بنُ حزم الأنصاري فقال : أنشُدكم الله في نبـيكم وأنفسِكم ، فقال عبدُ اللَّه : لو نعلم قتالاً لاتّبعناكم فهمّ الحيانِ باتِّباع عبدِ اللَّه فعصمَهم الله تعالى فمضَوْا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أضمَروا أن يرجِعوا فعزم الله لهم على الرشد فثبَتوا والظاهرُ أنها ما كانت إلا همَّةً وحديثَ نفس قلما تخلو النفسُ عنه عند الشدائدِ { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } أي عاصِمُهما عن اتباع تلكِ الخَطرةِ ، والجملةُ اعتراضٌ ويجوز أن تكون حالاً من فاعل همَّتْ أو من ضميره في تفشلا مفيدةٌ لاستبعاد فشلِهما أو همِّهما به مع كونهما في ولاية الله تعالى ، وقرىء والله وليُّهم كما في قوله تعالى : { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ } [ الحجرات ، الآية 9 ] { وَعَلَى ٱللَّهِ } وحده دون ما عداه مطلقاً استقلالاً أو اشتراكاً { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } في جميع أمورِهم فإنه حسبُهم . وإظهارُ الاسمِ الجليلِ للتبرك والتأميل فإن الألوهيةَ من موجبات التوكلِ عليه تعالى ، واللامُ في المؤمنين للجنس فيدخلُ فيه الطائفتان دخولاً أولياً ، وفيه إشعارٌ بأن وصفَ الإيمان من دواعي التوكلِ وموجباتِه .