Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 21-24)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } أي لمن يجادلُ ، والجمعُ باعتبار المعنى { ٱتَّبِعُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } يُريدون به عبادةَ الأصنامِ { أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ يَدْعُوهُمْ } أي آباءَهم لا أنفسَهم كما قيل : فإنَّ مدارَ إنكارِ الاتباعِ واستبعادِه كونُ المتبوعينَ تابعينَ للشَّيطانِ لا كونُ أنفسِهم كذلك ، أي أيتبعونَهم ولو كان الشَّيطانُ يدعُوهم فيما هم عليه من الشِّرك { إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } فهُم متوجهون إليه حسبَ دعوتِه ، والجملةُ في حيِّز النَّصبِ على الحاليَّةِ وقد مرَّ تحقيقُه في قولِه تعالى : { أَوْ لَّوْ كَانَ آبَاؤُهم لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ } [ سورة البقرة : الآية 170 ] بما لا مزيدَ عليهِ { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } بأنْ فوَّض إليه مجامعَ أمورِه وأقبلَ عليه بكلّيته ، وحيثُ عُدِّي باللامِ قصد معنى الاختصاصِ . وقُرىء بالتَّشديدِ . { وَهُوَ مُحْسِنٌ } أي في أعمالِه آتٍ بها جامعةً بـين الحُسنِ الذاتِيِّ والوصفيِّ وقد مرَّ في آخرِ سورةِ النَّحلِ { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } أي تعلَّق بأوثقِ ما يتعلَّق به من الأسبابِ وهو تمثيلٌ لحالِ المتوكلِ المشتغلِ بالطَّاعةِ بحالِ من أراد أنْ يترقَّى إلى شاهقِ جبلٍ فتمسَّك بأوثقِ عُرى الحبلِ المُتدلِّي منه { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ } لا إلى أحدٍ غيرِه { عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ } فيجازيه أحسنَ الجزاء . { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ } فإنَّه لا يضُّرك في الدُّنيا ولا في الآخرةِ . وقُرىء فلا يُحزِنك من أحزَن المنقولِ من حَزِن بكسرِ الزَّاي وليس بمستفيضٍ { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } لا إلى غيرِنا { فَنُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ } في الدُّنيا من الكفرِ والمَعَاصي بالعذابِ والعقابِ . والجمعُ في الضَّمائرِ الثَّلاثةِ باعتبارِ معنى مَن كما أنَّ الإفرادَ في الأولِ باعتبارِ لفظِها { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } تعليلٌ للتنبئةِ المعبَّرِ بها عن التَّعذيبِ { نُمَتّعُهُمْ قَلِيلاً } تمتيعاً أو زماناً قليلاً فإنَّ ما يزول وإنْ كانَ بعد أمدٍ طويلٍ بالنسبةِ إلى ما يدومُ قليلٌ { ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } يثقُل عليهم ثقلَ الأجرامِ الغلاظِ أو يضمُّ إلى الإحراقِ الضَّغطَ والتضيـيق .