Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 38-40)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِى ءايَـٰتِنَا } بالردِّ والطَّعنِ فيها { مُعَـٰجِزِينَ } سابقينَ لأنبـيائِنا أو زاعمينَ أنَّهم يفوتُوننا { أُوْلَـئِكَ فِى ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } لا يجديهم ما عوَّلوا عليه نَفْعاً . { قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } أي يُوسعه عليهَ تارةً { وَيَقْدِرُ لَهُ } أي يضيقُه عليه تارةً أُخرى فلا تخشَوا الفقرَ وأنفقُوا في سبـيلِ الله وتعرَّضُوا لنفحاتِه تعالى : { وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ } عِوضاً إمَّا عاجلاً وإمَّا آجلاً { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرازِقِينَ } فإنَّ غيرَه واسطة في إيصالِ رزقِه لا حقيقة لرازقيتِه { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } أي المستكبرينَ والمستضعفينَ وما كانُوا يعبدونَ من دون الله . ويومَ ظرفٌ لمضمرٍ متأخِّر سيأتي تقديرُه أو مفعولٌ لمضمرٍ مقدَّمٍ نحو اذكُر { ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَـٰئِكَةِ أَهَـؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } تقريعاً للمشركينَ وتبكيتاً لهم على نهجِ قوله تعالى : { أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمّىَ } [ سورة المائدة : الآية 116 ] الخ وإقناطاً لهم عمَّا علَّقوا به أطماعَهم الفارغةَ من شفاعتِهم ، وتخصيص الملائكة لأنَّهم أشرفُ شركائِهم والصَّالحونَ للخطابِ منهم ولأنَّ عبادتَهم مبدأُ الشِّركِ فبظهور قصورِهم عن رتبة المعبودَّيةِ وتنزههم عن عبادتِهم يظهر حالُ سائرِ شركائِهم بطريقِ الأولويةِ وقُرىء الفعلانِ بالنُّونِ .