Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 23-27)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ } ما عليكَ إلا الإنذارُ وأمَّا الإسماعُ أَلبتةَ فليس من وظائِفك ولا حليةَ لك إليه في المطبوعِ على قلوبهم { إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ } أي محقَّين أو محقّاً أنتَ أو إرسالاً مصحُوباً بالحقِّ ويجوزُ أنْ بتعلَّق بقوله { بَشِيراً وَنَذِيراً } أي بشيراً بالوعدِ الحقِّ ونذيراً بالوعيدِ الحقِّ { وَإِن مّنْ أُمَّةٍ } أي ما من أمةٍ من الأممِ الدَّارجةِ في الأزمنةِ الماضيةِ { إِلاَّ خَلاَ } أي مَضَى { فِيهَا نَذِيرٌ } من نبـيَ أو عالمٍ يُنذرهم . والاكتفاءُ بذكرهِ للعلمِ بأنَّ النَّذارةَ قرينةُ البشارةِ لا سيِّما وقد اقترنا آنِفاً ولأنَّ الإنذارَ هو الأنسبُ بالمقَامِ { وَإِن يُكَذّبُوكَ } أي تموا على تكذيبكَ فلا تُبالِ بهم وبتكذيِبهم { فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الأممِ العاتيةِ { جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } أي المعجزاتِ الظَّاهرةِ الدَّالةِ على نُبوُّتهم { وَبِٱلزُّبُرِ } كصُحفِ إبراهيمَ { وَبِٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُنِيرِ } كالتَّوارةِ والإنجيلِ والزَّبورِ على إرادةِ التَّفصيلِ دُون الجمعِ وبجوزُ أنْ يُرادَ بهما واحدٌ والعطفُ لتغايرِ العُنوانينِ { ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وضعَ الموصولَ موضعَ ضميرِهم لذمِّهم بما في حيِّزِ الصَّلةِ والإشعارِ بعلَّةِ الأخذِ { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } أي إنكارِي بالعقوبة وفيه مزيدُ تشديدٍ وتهويلٍ لها . { أَلَمْ تَرَ } استئنافٌ مسوق لتقريرِ ما قبله من اختلافِ أحوالِ النَّاسِ ببـيان أنَّ الاختلافَ والتَّفاوتَ أمرٌ مطَّردٌ في جميعِ المخلوقات من النَّباتِ والجمادِ والحيوانِ . والرُّؤيةُ قلبـية أي ألم تعلمَ { أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ } بذلك الماءِ . والالتفات لإظهارِ كمال الاعتناءِ بالفعلِ لما فيه من الصُّنعِ البديعِ المنبىءِ عن كمالِ القُدرةِ والحكمةِ { ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا } أي أجناسُها أو أصنافُها على أنَّ كلاًّ منها ذُو أصنافٍ مختلفةٍ . أو هيئاتُها وأشكالُها أو ألوانُها من الصُّفرةِ والخُصرةِ والحُمرةِ وغيرِها وهو الأوفقُ لما في قوله تعالى : { مّنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ } أي ذو جديد أي خططٍ وطرائقَ ويقالُ جدة الحمارِ للخطةِ السَّوداءِ على ظهره وقُرىء جُدُد بالضَّمِّ جمع جديدةٍ بمعنى الجدة وجَدَد بفتحتينِ وهو الطَّريقُ الواضحُ { بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوٰنُهَا } بالشِّدةِ والضَّعفِ { وَغَرَابِيبُ سُودٌ } عطفٌ على بـيضٌ أو على جدُد كأنَّه قيل : ومن الجبالِ مُخطَّطٌ ذو جُددٍ ومنها ما هو على لونٍ واحدٍ غرابـيبَ وهو تأكيد لمضمر يفسِّره ما بعدِه فإنَّ الغربـيبَ . تأكيدٌ للأسودِ كالفاقعِ للأصفرِ والقانِي للأحمرِ ومن حقِّ التَّأكيدِ أنْ يتبعَ المؤكَّدَ ، ونظيرُه في الصِّفةِ قولُ النَّابغةِ : [ البسيط ] @ والمؤمنِ العائذاتِ الطَّيرَ يمسحُها @@ وفي مثلهِ مزيدٌ تأكيدٍ لما فيه التَّكرارِ باعتبار الإضمارِ والإظهارِ .