Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 165-172)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّافُّونَ } في مواقفِ الطَّاعةِ ومواطن الخِدمة { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبّحُونَ } المقدِّسون لله سبحانه عن كلِّ ما لا يليقُ بجنابِ كبريائِه ، وتحليةُ كلامِهم بفُنونِ التَّأكيدِ لإبراز أن صدورَه عنهم بكمالِ الرَّغبةِ والنَّشاطِ هذا هو الذي تقتضيهِ جَزَالةُ التَّنزيلِ وقد ذُكر في تفسير الآياتِ الكريمةِ وإعرابِها وجوهٌ أُخرُ فتأمَّلْ والله المُوفِّق . { وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ } إنْ هي المخففةُ من الثقيلة ، وضميرُ الشَّأنِ محذوفٌ ، والَّلامُ هي الفارقةُ أي إنَّ الشَّأنَ كانتْ قُريشٌ تقولُ : { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مّنَ ٱلأَوَّلِينَ } أي كتاباً من كُتب الأوَّلينَ من التَّوارةِ والإنجيلِ . { لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } أي لأخلصنا العبادةَ لله تعالى ولَما خالفنا كما خالفُوا وهذا كقولِهم : { لئنْ جاءهم نذيرٌ ليكونن أهدى من إِحْدَى الأممِ } [ سورة فاطر : الآية 42 ] والفاءُ في قولِه تعالى : { فَكَفَرُواْ بِهِ } فصيحةٌ كما في قولِه تعالى : { أَنِ ٱضْرِب بّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ } [ سورة الشعراء : الآية 63 ] أي فجاءَهُم ذكرٌ وأيُّ ذكرٍ ، سيِّدُ الأذكارِ وكتابٌ مُهيمنٌ على سائرِ الكُتبِ والأسفارِ فكفرُوا به { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } أي عاقبةَ كُفرِهم وغائلتَه . { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ } استئنافٌ مقَّررٌ للوعيدِ وتصديرُه بالقسمِ لغايةِ الاعتناءِ بتحقيقِ مضمونِه أي وبالله لقد سبقَ وعدُنا لهم بالنُّصرةِ والغَلَبةِ وهو قولُه تعالى : { إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } .