Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 17-22)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوَ ءابَاؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } رُفع على الابتداءِ ، وخبرُه محذوفٌ عند سيبويهِ أي وآباؤنا الأوَّلُون أيضاً مبعوثُون . وقيل عطفٌ على محلِّ إنَّ واسمِها ، وقيل على الضَّميرِ في مبعوثُون للفصلِ بهمزةِ الإنكارِ الجاريةِ مجرى حرفِ النَّفيِ في قوله تعالى : { مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا } [ سورة الأنعام : الآية 148 ] وأيًّا ما كانَ فمرادُهم زيادةُ الاستبعادِ بناءً على أنَّهم أقدمُ فبعثهم أبعدُ على زعمهم . وقُرىء أو آباؤُنا . { قُلْ } تبكيتاً لهم { نِعْمَ } والخطابُ في قوله تعالى : { وَأَنتُمْ دٰخِرُونَ } لهم ولآبائِهم بطريقِ التَّغليبِ . والجملةُ حالٌ من فاعلِ ما دلَّ عليه نعم أي كلُّكم مبعوثون والحالُ أنَّكم صاغرونَ أذلاَّءُ . وقُرىء نَعِم بكسرِ العينِ وهي لغةٌ فيه . { فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ } هي إمَّا ضميرٌ مبهمٌ يفسِّرهُ خبرُه ، أو ضميرُ البعثةِ . والجملةُ جوابُ شرطٍ مضمرٍ أو تعليلٌ لنهيَ مقدَّرٍ أي إذا كانَ كذلك فإنَّما هي الخ . أو لا تستصعبُوه فإنَّما هي الخ . والزَّجرةُ الصَّيحةُ من زجرَ الرَّاعي غنمه إذا صاحَ عليها وهي النَّفخةُ الثَّانيةُ { فَإِذَا هُم } قائمونَ من مراقدهم أحياءً { يَنظَرُونَ } يُبصرون كما كانُوا أو ينتظرون ما يُفعل بهم { وَقَالُواْ } أي المبعوثونَ . وصيغةُ الماضي للدِّلالةِ على التَّحقُقِ والتَّقررِ { يٰوَيْلَنَا } أي هلاكنا احضُر فهذا أوانُ حضورِك . وقولُه تعالى : { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدّينِ } تعليلٌ لدعائهم الويلِ بطريق الاستئنافِ أي اليوم الذي نُجازى فيه بأعمالنا ، وإنَّما علموا ذلك لأنَّهم كانوا يسمعون في الدُّنيا أنَّهم يُبعثون ويُحاسبون ويُجزَون بأعمالهم فلمَّا شاهدوا البعثَ أيقنُوا بما بعدَه أيضاً . وقولُه تعالى : { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } كلامُ الملائكةِ جواباً لهم بطريقِ التَّوبـيخِ والتَّقريعِ . وقيل هُو أيضاً من كلامِ بعضِهم لبعضٍ ، والفصلُ القضاءُ أو الفرقُ بـين فِرقِ الهُدى والضَّلالِ . وقولُه تعالى : { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } خطابٌ من اللَّهِ عزَّ وجلَّ للملائكةِ أو من بعضِهم لبعضٍ بحشر الظَّلمةِ من مقامهم إلى الموقفِ . وقيل من الموقفِ إلى الجحيمِ { وَأَزْوٰجُهُمْ } أي أشباهَهم ونظراءَهم من العُصاةِ ، عابدُ الصَّنمِ مع عبدته وعابدُ الكوكبِ مع عَبَدتهِ ، كقوله تعالى : { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَـٰثَةً } [ سورة الواقعة : الآية 7 ] وقيل قرناءَهم من الشَّياطينِ وقيل نساءَهم اللاَّتي على دينهم { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } .