Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 49-53)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَـٰذَا } إشارةٌ إلى ما تقدَّمَ من الآياتِ النَّاطقةِ بمحاسِنهم . { ذِكرٌ } أي شَرفٌ لهم وذكرٌ جميلٌ يُذكرون به أبداً أو نوعٌ من الذِّكرِ الذي هو القرآنُ وبابٌ منه مشتملٌ على أنباءِ الأنبـياءِ عليهم السَّلامُ . وعن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما : هذا ذكرُ مَن مضى من الأنبـياءِ . وقولُه تعالى { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } شروع في بـيان أجرِهم الجزيل في الآجلِ بعد بـيان ذكرِهم الجميلِ في العاجلِ وهو بابٌ آخرُ من أبواب التَّنزيلِ . والمرادُ بالمتَّقينَ إمَّا الجنسُ وهم داخلون في الحكم دُخولاً أوليَّاً وإما نفسُ المذكورين عبَّر عنهم بذلك مَدْحاً لهم بالتَّقوى التي هي الغايةُ القاصيةُ من الكمالِ . { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ } عطفُ بـيانٍ لحسنَ مآبٍ عندَ من يجوِّزُ تخالفَهما تعريفاً وتنكيراً فإنَّ عَدْناً مَعْرِفةٌ لقولِه تعالى : { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ } [ سورة الكهف : الآية 31 ] أو بدلٌ منه أو نصب على المدحِ . وقولُه تعالى : { مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } حالٌ من جنَّاتِ عَدْنٍ ، والعاملُ فيها ما في للمتَّقين من معنى الفعلِ . والأبوابُ مرتفعةٌ باسمِ المفعولِ والرَّابطُ بـين الحالِ وصاحبِها إمَّا ضميرٌ مقدَّرٌ كما هو رأيُ البصريِّـينَ أي الأبوابُ منها أو الألفُ واللاَّمُ القائمةُ مقامَه كما هو رأيُ الكوفيِّـينَ إذِ الأصلُ أبوابُها ، وقُرئتا مرفوعتينِ على الابتداءِ والخبرِ ، أو على أنَّهما خبرانِ لمحذوفٍ أي هي جنَّاتُ عدنٍ هي مفتّحةٌ . { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا } حالٌ من ضميرِ لَهمُ والعاملُ فيها مفتَّحة . وقولُه تعالى { يَدْعُونَ فِيهَا بِفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } استئنافٌ لبـيانِ حالِم فيها وقيل : هو أيضاً حالٌ مَّما ذُكر أو من ضمير متَّكئين والاقتصارُ على دعاءِ الفاكهةِ للإيذانِ بأنَّ مطاعَمهم لمحضِ التَّفكهِ والتَّلذذِ دُون التَّغذِّي فإنَّه لتحصيل بدلِ المتحلِّلِ ولا تحلَّلِ ثَمة { وَعِندَهُمْ قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ } أي على أزواجهنَّ لا ينظُرن إلى غيرِهم { أَتْرَابٌ } لداتٌ لهم فإنَّ التَّحابَّ بـين الأقرانِ أرسخُ أو بعضهن لبعضٍ لا عجوزَ فيهنَّ ولا صبـيَّةَ . واشتقاقُه من التُّراب فإنَّه يمسُّهم في وقتٍ واحدٍ { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أي لأجلِه فإنَّ الحسابَ علَّةٌ للوصولِ إلى الجزاءِ . وقُرىء بالياءِ ليوافقَ ما قبلَه . والالتفاتُ أليقُ بمقامِ الامتنانِ والتَّكريمِ .