Subchapter (Sura: 41, Ayat: 7-8)

وصفَهُم بقولِه تعالى : { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ } لزيادة التحذيرِ والتخويفِ عن منع الزكاةِ حيثُ جُعلَ من أوصافِ المشركينَ وقُرنَ بالكفر بالآخرة ، حيث قيل { وَهُم بِٱلأَخِرَةِ كَـٰفِرُونَ } وهو عطفٌ على لا يُؤتون داخلٌ في حيزِ الصلةِ ، واختلافُهما بالفعلية والاسميةِ لما أنَّ عدمَ إيتائِها متجددٌ والكفرُ أمرٌ مستمرٌ . ونُقلَ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أنه فسرَ لا يُؤتون الزكاةَ بقوله لا يقولون لا إلَه إلا الله فإنها زكاةُ الأنفسِ ، والمعنى لا يطهرون أنفسَهُم من الشرك بالتوحيد ، وهو مأخوذٌ من قولِه تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } [ سورة الشمس : الآية 7 ] وقال الضحاكُ ومقاتلٌ لا ينفقون في الطاعات ولا يتصدقُون وقال مجاهدٌ لا يزكون أعمالَهُم . { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } أي لا يُمنُّ به عليهم من المَنِّ وأصله الثقلُ أو لا يُقطع من مننتُ الحبلَ قطعتُه . وقيل نزلتْ في المَرضى والهَرمى إذا عجزُوا عن الطاعة كُتب لهم الأجرُ كأصحِّ ما كانوا يعملونه .