Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 46-49)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا كَانَ لَهُم مّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم } برفعِ العذابِ عنُهم { مِن دُونِ ٱللَّهِ } حسبما كانِوا يرجُون ذلكَ في الدُّنيا { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } يُؤدِّي سلوكُه إلى النجاةِ . { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبّكُمْ } إذا دعاكُم إلى الإيمانِ على لسانِ نبـيِّهِ { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } أيْ لا يردُّه الله بعدَ ما حَكَم بهِ على أنَّ مِنْ صلةُ مردَّ أو مِنْ قبل أن يأتيَ منَ الله يومٌ لا يُمكنُ رَدُّه . { مَا لَكُمْ مّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ } أي مفرَ تلتجئونَ إليهِ . { وَمَا لَكُمْ مّن نَّكِيرٍ } أي إنكارٍ لَما اقترفتمُوه لأنَّه مدونٌ في صحائفِ أعمالِكم وتشهدُ عليكم جوارِحُكُم . { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } تلوينٌ للكلامِ ، وصرفٌ له عن خطابِ الناسِ بعدَ أمرِهم بالاستجابةِ ، وتوجيهٌ له إلى الرسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أي فإن لم يستجيبوا وأعرضوا عما تدعوهم إليه فما أرسلناك رقيباً ومحاسباً عليهم . { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ } وقد فعلتَ . { وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا ٱلإنسَـٰنَ مِنَّا رَحْمَةً } أي نعمةً منَ الصحةِ والغنَى والأمنِ { فَرِحَ بِهَا } أُريد بالإنسانِ الجنس ؛ لقولِه تعالَى : { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ } أي بلاءٌ من مرضٍ وفقرٍ وخوفٍ . { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإنسَـٰنَ كَفُورٌ } بليغُ الكفرِ ينسى النعمةَ رأساً ويذكرُ البليةَ ويستعظمُها ولا يتأملُ سبَبَها بلْ يزعُم أنها أصابتْهُ بغيرِ استحقاقٍ لها ، وإسنادُ هذه الخصلةِ إلى الجنسِ مع كونِها من خواصِّ المجرمينَ لغلبتِهم فيما بـينَ الأفرادِ ، وتصديرُ الشرطيةِ الأولى بإذَا معَ إسنادِ الإذاقةِ إلى نونِ العظمةِ للتنبـيهِ على أنَّ إيصالَ النعمةِ محققُ الوجودِ كثيرُ الوقوعِ وأنَّه مُقْتضى الذاتِ ، كما أنَّ تصديرَ الثانيةِ بإِنْ وإسنادَ الإصابةِ إلى السيئةِ وتعليلَها بأعمالِهم للإيذانِ بنُدرةِ وقوعِها وأنَّها بمعزلٍ عن الانتظامِ في سلكِ الإرادةِ بالذاتِ . ووضعُ الظاهرِ موضعَ الضميرِ للتسجيلِ على أن هذا الجنسَ موسومٌ بكفرانِ النعمِ . { للَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } فمن قضيَّتِه أنْ يملكَ التصرفَ فيهما وفي كلِّ ما فيهما كيفما يشاءُ ومن جُمْلتِه أن يقسمَ النعمةَ والبليةَ حسبما يريدُه . { يَخْلُقُ مَا يَشَاء } مما تَعلمُه وَممَّا لاَ تعلمُه { يَهَبُ لِمَن يَشَاء إِنَـٰثاً } من الأولادِ { وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء ٱلذُّكُورَ } منهُم منْ غيرِ أنْ يكونَ في ذلكَ مدخلٌ لأحد .