Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 46-51)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـئَايَـٰتِنَا } ملتبساً بَها { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلاَيْهِ فَقَالَ إِنِى رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أريدَ باقتصاصِه تسليةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم والاستشهادُ بدعوةِ مُوسى عليهِ السَّلامُ إلى التوحيدِ إثرَ ما أُشيرَ إلى إجماعِ جميعِ الرُّسلِ عليهم السَّلامُ عليهِ . { فَلَمَّا جَاءهُم بِـئَايَـٰتِنَا إِذَا هُم مِنْهَا يَضْحَكُونَ } أي فاجَؤا وقتَ ضحكِهم منها أي استهزأوا بها أولَ ما رأَوها ولم يتأملُوا فيَها . { وَمَا نُرِيِهِم مّنْ ءايَةٍ } من الآياتِ { إِلاَّ هِىَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } إلا وهيَ بالغةٌ أَقصَى مراتبِ الإعجازِ بحيثُ يحسبُ كلُّ منْ ينظرُ إليها أنها أكبرُ من كلِّ ما يقاسُ بها من الآياتِ ، والمرادُ وصفُ الكلِّ بغايةِ الكِبَرِ من غيرِ ملاحظةِ قصورٍ في شيءٍ منَها أو إلاَّ وهي مختصَّةٌ بضربٍ من الإعجازِ مفضلةٌ بذلكَ الاعتبارِ على غيرِها { وَأَخَذْنَـٰهُم بِٱلْعَذَابِ } كالسنينَ والطوفانِ والجرادِ وغيرِها . { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } لكيْ يرجعُوا عمَّا هُم عليهِ من الكفرِ . { وَقَالُواْ يَـٰأَيُّهَا ٱلسَّاحِرُ } نادَوُه بذلكَ في مثلِ تلكَ الحالةِ لغايةِ عُتوِّهم ونهايةِ حماقتِهم ، وقيلَ كانُوا يقولونَ للعالم الماهرِ ساحرٌ لاستعظامِهم علمَ السحرِ . وقُرِىءَ أيهُ الساحرُ بضمِّ الهاءِ . { ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ } ليكشفَ عنَّا العذابَ { بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } بعهدِه عندكَ من النبوةِ أو استجابةِ دعوتِكَ أو من كشفِ العذابِ عمَّن اهتدَى أو بما عَهِدَ عندكَ فوفيتَ به منَ الإيمانِ والطاعةِ { إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ } أي لمؤمنونَ على تقديرِ كشفِ العذابِ عنَّا بدعوتِك كقولِهم : { لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ } [ سورة الأعراف ، الآية 134 ] { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ } بدعوتِه { إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } فاجؤوا وقتَ نكثِ عهدِهم بالاهتداءِ وقد مرَّ تفصيلُه في الأعرافِ . { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ } بنفسِه أو بمناديِه { فِى قَوْمِهِ } في مجمعِهم وفيما بـينَهم بعد أنْ كشفَ العذابَ عنْهم مخافةَ أنْ يُؤمنوا { قَالَ يَـٰقَوْمٌ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَـٰرُ } أنهارُ النيلِ ومعظمُها أربعةُ أنهرٍ : الملكُ ونهرُ طولونَ ونهرُ دمياطٍ ونهرُ تنيسَ { تَجْرِى مِن تَحْتِى } أي منْ تحتِ قَصرِي أو أمرِي وقيلَ : من تحتِ سريرِي لارتفاعِه ، وقيلَ : بـين يديَّ في جنانِي وبساتِيني . والواوُ إمَّا عاطفةٌ لهذهِ الأنهارِ على مُلكِ مصرَ فتجري حالٌ منها أو للحالِ فهذهِ مبتدأٌ والأنهارُ صفتُها وتجري خبرٌ للمبتدأِ { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } ذلكَ يريدُ به استعظامَ مُلكِه .