Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 85-89)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَتَبَارَكَ ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } إمَّا على الدوامِ كالهواءِ أو في بعضِ الأوقاتِ كالطيرِ . { وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } أي العلمُ بالساعةِ التي فيها تقومُ القيامةُ { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } للجزاءِ . والالتفاتُ للتهديدِ ، وقُرِىءَ على الغَيبـيةِ ، وقُرِىءَ تُحشرونَ . { وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } أي يدعُونهم ، وقُرِىءَ بالتَّاءِ مخففاً ومشدداً { مِن دُونِهِ ٱلشَّفَـٰعَةَ } كما يزعمُونَ { إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقّ } الذي هُو التوحيدُ { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } بما يشهدونَ بهِ عن بصيرةٍ وإيقانٍ وإخلاصٍ ، وجمعُ الضميرِ باعتبارِ مَعْنى مَنْ كمَا أنَّ الإفرادَ أولاً باعتبارِ لفظِها ، والاستثناءُ إمَّا متصلٌ والموصولُ عامٌّ لكلِّ ما يُعبدُ من دونِ الله ، أو مُنفصلٌ على أنَّه خاصٌّ بالأصنامِ . { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ } أي سألتَ العابدينَ والمعبودينَ { لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } لتعذرِ الإنكارِ لغايةِ بطلانِه { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } فكيفَ يُصرفونَ عن عبادتِه إلى عبادةِ غيرِه مع اعترافِهم بكونِ الكلِّ مخلوقاً له تعالى { وَقِيلِهِ } بالجرِّ ، إمَّا على أنَّه عطفٌ على الساعةِ أيْ عندَهُ علمُ الساعةِ وعلم قولِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ { يَا رَبّ } الخ . فإنَّ القولَ والقيلَ والقالَ كلَّها مصادرُ ، أو عَلى أنَّ الواوَ للقسمِ ، وقولَه تعالَى : { إِنَّ هَـؤُلاَء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } جوابُه . وفي الإقسامِ بهِ من رفعِ شأنِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام وتفخيمِ دُعائِه والتجائِه إليهِ تعالَى ما لا يَخْفى . وقُرِىءَ بالنصب بالعطفِ على سرَّهم أو على محلَّ الساعةِ أو بإضمارِ فعلهِ أو بتقديرِ فعلِ القسمِ ، وقُرِىءَ بالرفعِ على الابتداءِ والخبرُ مابعدَهُ ، وقد جُوِّزَ عطفُه على علمُ الساعةِ . { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ } فأعرضْ عن دعوتِهم واقنَطْ عن إيمانِهم { وَقُلْ سَلَـٰمٌ } أيْ أمري تسلمٌ منكم ومتاركةٌ . { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } حالَهم البتةَ وإنْ تأخرَ ذلكَ ، وهو وعيدٌ من الله تعالَى لهم وتسليةٌ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم . وقُرِىءَ تعلمونَ على أنَّه داخلٌ في حيزِ قُلْ . عن النبـيِّ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قرأَسورةَ الزخرفِ كانَ ممَّن يقالُ لهُ يوم القيامةِ يا عبادِ لا خوفٌ عليكُم اليومَ ولا أنتُم تحزنونَ ادخلُوا الجنةَ بغيرِ حسابٍ " .