Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 30-35)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقولُه تعالى : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِى رَحْمَتِهِ } أي في جنتِه ، تفصيلٌ لما يُفعلُ بالأممِ بعد بـيانِ ما خُوطِبوا بهِ من الكلامِ المُنطوي على الوعدِ والوعيدِ . { ذٰلِكَ } أي الذي ذُكرَ من الإدخالِ في رحمتِه تعالى { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } الظاهرُ كونُه فوزاً لا فوزَ وراءَهُ { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي فيقالُ لهم بطريقِ التوبـيخِ والتقريعِ ألم يكنُ يأتيكم رُسلي فلم تكُنْ آياتِي تُتلى عليكمُ فخذفَ المعطوفُ عليه ثقةً بدلالةِ القريبةِ عليهِ . { فَٱسْتَكْبَرْتُمْ } عن الإيمانِ بها { وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } أي قوماً عادتُهم الإجرامُ { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ } أي ما وعدَهُ من الأمورِ الآتيةِ أو وعدُه بذلكَ { حَقّ } أي واقعٌ لا محالةَ أو مطابقٌ للواقعِ { وَٱلسَّاعَةُ } التي هيَ أشهرُ ما وعدَهُ { لاَ رَيْبَ فِيهَا } أي في وقوعِها . وقُرِىءَ والساعةَ بالنصبِ عطفاً على اسمِ إنَّ وقراءةُ الرفعِ للعطفِ على محلِّ إنَّ واسمِها . { قُلْتُمْ } لغايةِ عُتوِّكُم { مَّا نَدْرِى مَا ٱلسَّاعَةُ } أيْ أيُّ شيءٍ هي استغراباً لَها { إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً } أيْ ما نفعلُ إلا ظناً وقد مرَّ تحقيقُه في قولِه تعالى : { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَىَّ } [ سورة الأنعام ، الآية 50 ] وقيلَ : ما نعتقدُ إلا ظناً أي لا علماً وقيلَ : ما نحنُ إلا نظنُّ ظناً وقيلَ : ما نظنُّ إلا ظناً ضعيفاً ويردُّه قولُه تعالى { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } أي لإمكانِه فإنَّ مقابلَ الاستيقانِ مطلقُ الظنِّ لا الضعيفُ منه ولعلَّ هؤلاءِ غيرُ القائلينَ ما هيَ إلا حياتُنا الدُّنيا { وَبَدَا لَهُمْ } أي ظهرَ لَهُم حينئذٍ { سَيّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } على ما هيَ عليهِ من الصُّورةِ المُنكرةِ الهائلةِ وعاينوا وخامةَ عاقبتِها أو جزاءَها فإنَّ جزاءَ السيئةِ سيئةٌ { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } من الجزاءِ والعقابِ . { وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ } نترككُم في العذابِ تركَ المنسيِّ { كَمَا نَسِيتُمْ } في الدُّنيا { لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أيْ كَما تركتُم عِدتَهُ ولم تُبالُوا بهِ ، وإضافةُ اللقاءِ إلى اليومِ إضافةُ المصدرِ إلى ظرفِه . { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مّن نَّـٰصِرِينَ } أي مَا لأَحدٍ منكُم نَاصِرٌ وَاحِدٌ يخلصكُم منَها { ذٰلِكُمْ } العذابُ { بِأَنَّكُمُ } بسببِ أنَّكْم { ٱتَّخَذْتُمْ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ هُزُواً } مَهْزوءاً بَها ولم ترفعوا لها رأساً { وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا } فحسبتُم أنْ لا حياةَ سواهَا { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } أيْ من النَّارِ . وقُرِىءَ يَخرجُون من الخُروجِ . والالتفاتُ إلى الغَيبةِ للإيذانِ بإسقاطِهم عن رُتبةِ الخطابِ استهانةً أو بنقلِهم من مقامِ الخطابِ إلى غيابةِ النارِ { وَلَّـٰهُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي يُطلبُ منهم أنْ يُعتبوا ربَّهم أيْ يُرضُوه لفواتِ أوانِه .