Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 5-7)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ } إنكارٌ ونفيٌ لأنْ يكونَ أحدٌ يُساوي المُشركينَ في الضَّلالِ . وإنْ كانَ سبكُ التركيبِ لنفي الأضلِ منهم من غيرِ تعرضٍ لنفي المُساوِي كما مرَّ غيرَ مرةٍ أي هُم أضلُّ من كلِّ ضالَ ، حيثُ تركُوا عبادةَ خالقِهم السميعِ القادرِ المجيبِ الخبـير إلى عبادةِ مصنُوعِهم العارِي عن السمعِ والقدرةِ والاستجابةِ { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } غايةٌ لنفي الاستجابةِ { وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ } الضميرُ الأولُ لمفعولِ يدعُو والثانِي لفاعلِه والجمعُ فيهما باعتبارِ مَعْنى مَنْ كما أنَّ الإفرادَ فيما سبقَ باعتبارِ لفظِها { غَـٰفِلُونَ } لكونِهم جماداتٍ ، وضمائرُ العقلاءِ لإجرائِهم إيَّاها مُجرى العُقلاءِ ، ووصفُها بما ذُكِرَ منْ تركِ الاستجابةِ والغفلةِ مع ظهورِ حالِها للتهكم بَها وبعبدَتها كقولِه تعالى : { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ } [ سورة فاطر ، الآية 14 ] الآيةَ . { وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ } عند قيامِ القيامةِ { كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَـٰفِرِينَ } أي مُكذبـينَ بلسانِ الحالِ أو المقالِ ، علَى ما يُروى أنَّه تعالَى يُحيـي الأصنامَ فتتبرأُ عن عبادتِهم . وقد جُوِّزَ أنْ يرادَ بهم كلُّ من يُعبد من دونِ الله من الملائكةِ والجنِّ والإنسِ وغيرِهم ، ويبنَى إرجاعُ الضمائرِ وإسنادُ العداوةِ والكفرِ إليهم على التغليبِ ، ويرادُ بذلكَ تبرؤُهم عنهُم وعنْ عبادتِهم ، وقيلَ : ضميرُ كانُوا للعبدةِ وذلكَ قولُهم : { وَٱللَّهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ سورة الأنعام ، الآية 23 ] { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُنَا بَيّنَاتٍ } واضحاتٍ أو مبـيناتٍ { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقّ } أي لأجلِه وفي شأنِه وهو عبارةٌ عن الآياتِ المتلوةِ وضعَ موضعَ ضميرِها تنصيصاً على حقِّيتِها ووجوبِ الإيمانِ بَها كما وضعَ الموصولُ موضعَ ضميرِ المتلوِّ عليهم تسجيلاً عليهم بكمالَ الكفرِ والضلالةِ . { لَمَّا جَاءهُمْ } أي في أول ما جاءَهُم من غيرِ تدبرٍ وتأملٍ { هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } أي ظاهرٌ كونُه سحراً .