Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 40-47)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمّ } وفيهِ منَ الدلالةِ عَلى غايةِ عظمِ شأنِ القدرةِ الربانيةِ ونهايةِ قمأةِ فرعونَ وقومِه مَا لاَ يَخْفى { وَهُوَ مُلِيمٌ } أيْ آتٍ بما يلامُ عليه منَ الكفرِ والطغيانِ والجملةُ حالٌ منَ الضميرِ في فأخذنَاهُ { وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرّيحَ ٱلْعَقِيمَ } وصفتْ بالعُقم لأنها أهلكتهم وقطعتْ دابرَهم أوْ لأنَّها لم تتضمنْ خيراً ما منْ إنشاءِ مطرٍ أو إلقاحِ شجرٍ وهي النكباءُ أو الدبُورُ أو الجنوبُ { مَا تَذَرُ مِن شَىْء أَتَتْ عَلَيْهِ } أيْ جرتْ عليهِ { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } هو كُلُّ ما رَمَّ وَبليَ وتفتت منْ عظمٍ أو نباتٍ أو غيرِ ذلكَ { وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } وهُو قولُه تعالَى تمتعُوا في دارِكم ثلاثةَ أيامٍ قيلَ قالَ لهُم صالحٌ عليهِ السَّلامُ تصبحُ وجوهُكُم غداً مصفرةً وبعدَ غدٍ محمرةً واليومَ الثالثَ مسودةً ثمَّ يصبحكُم العذابُ { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ } أي فاستكبرُوا عن الامتثالِ بهِ { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ } قيلَ لمَّا رأَوا العلاماتِ التي بـيَّنها صالحٌ عليهِ السَّلامُ منَ اصفرارِ وجوهِهم واحمرارِها واسودادِها عمدُوا إلى قتلِه عليهِ السَّلامُ فنجاهُ الله تعالَى إلى أرضِ فلسطينَ ، ولمَّا كانَ ضحوةُ اليومِ الرابعِ تحنطُوا وتكفنُوا بالأنطاعِ فأتتهُم الصيحةُ فهلكُوا وقرىءَ الصَّعقةُ وهيَ المرةُ منَ الصَّعْقِ { وَهُمْ يَنظُرُونَ } إليهَا ويعاينونَها { فَمَا ٱسْتَطَـٰعُواْ مِن قِيَامٍ } كقولِه تعالَى : { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ } [ سورة الأعراف ، الآية 78 ، وسورة العنكبوت ، الآية37 ] { وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } بغيرِهم كَما لم يمتنعُوا بأنفسِهم . { وَقَوْمَ نُوحٍ } أيْ وأهلكنَا قومَ نوحٍ فإنَّ ما قبلَهُ يدلُّ عليه أَوْ وَاذكُرْ ويجوزُ أنْ يكونَ معطوفاً على محلِ في عادٍ ويؤيدُه القراءةُ بالجَرِّ وقيلَ هُو معطوفٌ عَلَى مفعولِ فأخذنَاهُ { مِن قَبْلُ } أيْ منْ قبلِ هؤلاءِ المُهلَكين ، { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَـٰسِقِينَ } خارجينَ عنِ الحدودِ فيمَا كانُوا فيهِ منَ الكفرِ وَالمعاصِي { وَٱلسَّمَاء بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ } أيْ بقوةٍ { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } لقادرونَ منَ الوسعِ بمَعْنى الطاقةِ والموسعُ القادرُ عَلى الإنفاقِ أوْ لموسعونَ السماءَ أو ما بـينَها وَبـينَ الأرضِ أو الرزقِ .