Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 41-50)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ يُجْزَاهُ } أي يُجزى الإنسانُ سعيَهُ يقالُ جزاهُ الله بعملِه وجَزَاهُ على عملِه بحذفِ الجارِّ وإيصالِ الفعلِ ويجوزُ أن يُجعلَ الضميرُ للجزاءِ ثم يُفسَّرَ بقولِه تعالى : { ٱلْجَزَاء ٱلأَوْفَىٰ } أو يبدلُ هو عنْهُ كما في قولِه تعالى : { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } [ سورة الأنبياء ، الآية 3 ] { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } أي انتهاءَ الخلقِ ورجوعَهم إليهِ تعالى لا إلى غيرِه استقلالاً ولا اشتراكاً وقرىءَ بكسرِ إِنَّ على الابتداءِ { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } أي هو خلقَ قُوتَي الضحكِ والبكاءِ { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } لا يقدرُ على الإماتةِ والإحياءِ غيرُه فإنَّ أثرَ القاتلِ نقضُ البنيةِ وتفريقُ الاتصالِ وإنما يحصلُ الموتُ عندَهُ بفعلِ الله تعالَى على العادةِ { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } تدفقُ في الرحمِ أو تخلقُ أو يقدرُ منها الولدُ من مَنَى بمعنى قَدر { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } أَى الإحياءَ بعد الموتِ وفاءً بوعدِه وقُرىءَ النشاءةَ بالمدِّ وهي أيضاً مصدرُ نشأَهُ . { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } وأعطَى القُنيةَ وهي ما يُتأثلُ من الأموالِ وأفردَها بالذكرِ لأنَّها أشرفُ الأموالِ أو أَرْضى ، وتحقيقُه جعلُ الرِّضا له قنيةً { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشّعْرَىٰ } أي ربُّ معبودِهم وهي العَبورُ وهي أشدُّ ضياءً من الغِميصاءِ وكانتْ خزاعةُ تعبدُها سنَّ لهم ذلكَ أبو كبشةَ رجلٌ من أشرافِهم وكانتْ قرِيشٌ تقولُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : أبو كبشةَ تشبـيهاً له عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ به لمخالفتِه إيَّاهم في دينِهم . { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } هي قومُ هودٍ عليه السلامُ وعادٌ الأُخرى إرامُ ، وقيلَ : الأُولى القدماءُ لأنَّهم أُوْلى الأممِ هلاكاً بعدَ قومِ نوحٍ ، وقُرِىءَ عاد الأولى بحذف الهمزةِ ونقل ضمتها إلى اللام وعادَ لُّولى بإدغام التنوين في اللام وطرح همزة أولى ونقل حركتها إلى لام التعريف .