Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 162-164)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى } أُعيد الأمرُ لِما أن المأثورَ به متعلِّقٌ بفروع الشرائعِ وما سبق بأصولها ، أي عبادتي كلَّها وقيل : وذبحي ، جُمع بـينه وبـين الصلاة كما في قوله تعالى : { فَصَلّ لِرَبّكَ وَٱنْحَرْ } [ الكوثر ، الآية 2 ] وقيل : صلاتي وحجّي { وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى } أي وما أنا عليه في حياتي وما أكونُ عليه عند موتي من الإيمان والطاعةِ أو طاعات الحياةِ والخيراتِ المضافة إلى الممات كالوصية والتدبـير ، وقرىء محيايْ بسكون الياء إجراءً للوصل مُجرى الوقفِ { للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } { لاَ شَرِيكَ لَهُ } خالصةً له لا أُشرِك فيها غيرَه { وَبِذٰلِكَ } إشارةٌ إلى الإخلاص ، وما فيه من معنى البُعد للإشعار بعلو رتبتِه وبُعدِ منزلتِه في الفضل أي بذلك الإخلاصِ { أُمِرْتُ } لا بشيء غيرِه وقوله تعالى : { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } لبـيان مسارعتِه عليه السلام إلى الامتثال بما أُمر به وأن ما أُمر به ليس من خصائصه عليه السلام بل الكلُّ مأمورون به ويقتدي به عليه السلام مَنْ أسلم منهم . { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِى رَبّا } آخرَ فأُشرِكَه في العبادة { وَهُوَ رَبُّ كُلّ شَىْء } جملةٌ حالية مؤكدةٌ للإنكار أي والحالُ أن كل ما سواه مربوبٌ له مثلي فكيف يُتصوّر أن يكون شريكاً له في المعبودية { وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا } كانوا يقولون للمسلمين : اتبعوا سبـيلَنا ولنحمِلْ خطاياكم إما بمعنى لِيُكْتَبْ علينا ما عمِلتم من الخطايا لا عليكم وإما بمعنى لنحمِلْ يوم القيامة ما كُتب عليكم من الخطايا فهذا ردٌّ له بالمعنى الأول ، أي لا تكونُ جنايةُ نفسٍ من النفوس إلا عليها ومُحالٌ أن يكون صدورُها عن شخص وقرارُها على شخص آخرَ حتى يتأتىٰ ما ذكرتم وقولُه تعالى : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } ردٌّ له بالمعنى الثاني أي لا تحمِلُ يومئذ نفسٌ حاملةٌ حِمْلَ نفسٍ أخرى حتى يصِحّ قولُكم { ثُمَّ إِلَىٰ رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ } تلوينٌ للخطاب وتوجيهٌ له إلى الكل لتأكيد الوعدِ وتشديدِ الوعيد إلى مالك أمورِكم ورجوعِكم يوم القيامة { فَيُنَبّئُكُمْ } يومئذ { بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ببـيان الرُّشدِ من الغيِّ وتميـيزِ الحق من الباطل .