Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 9-13)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ } بالقرآنِ أو المعجزةِ { وَدِينِ ٱلْحَقّ } والملّة الحنيفيةِ { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدّينِ كُلّهِ } ليُعلِيَه على جميعِ الأديانِ المخالفةِ لهُ ولقد أنجزَ الله عزَّ وعلاَ وعدَهُ حيثُ جعلَهُ بحيثُ لم يبقَ دينٌ من الأديانِ إلا وهُو مغلوبٌ مقهورٌ بدينِ الإسلامِ { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ } ذلكَ . وقُرِىءَ هُو الذي أرسلَ نبـيَّهُ { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } وقُرِىءَ تنجِّيكُم بالتشديدِ . وقولُهُ تعالَى : { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ } استئنافٌ وقعَ جواباً عما نشأَ مما قبله كأنَّهم قالوا كيفَ نعملُ أو ماذَا نصنعُ فقيلَ تؤمنونَ بالله الخ . وهو خبرٌ في مَعْنى الأمرِ جيءَ بهِ للإيذانِ بوجوبِ الامتثالِ فكأنه قد وقعَ فأخبرَ بوقوعِهِ ويؤيدُهُ قراءةُ من قرأ { ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجَـٰهِدُواْ } وقُرِىءَ تُؤمِنُوا وتُجاهِدُوا على إضمارِ لامِ الأمرِ { ذٰلِكُمْ } إشارةٌ إلى ما ذكرَ من الإيمانِ والجهادِ بقسميه وما فيه من معنى البعدِ لما مرَّ غيرَ مرةٍ { خَيْرٌ لَّكُمْ } على الإطلاقِ ، أو منْ أموالِكُم وأنفسِكُم { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي أنْ كنتُم من أهلِ العلمِ فإنَّ الجهلةَ لا يعتدُّ بأفعالِهِم ، أو إنْ كنتُم تعلمونَ أنَّه خيرٌ لكُم حينئذٍ لأنكُم إذَا علمتُم ذلكَ واعتقدتُموه أحببتُم الإيمانَ والجهادَ فوقَ ما تحبونَ أنفسَكُم وأموالَكُم فتُخلِصونَ وتفلحُونَ { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } جوابٌ للأمرِ المدلولِ عليه بلفظ الخبرِ ، أو لشرطٍ أو استفهامٍ دلَّ عليهِ الكلامُ ، تقديرُهُ أنْ تؤمنُوا وتُجاهِدوا أو هَلْ تقبلُونَ أن أدلكُم يغفرْ لكُمْ ، وجعلُه جواباً لهَلْ أدلكُم بعيدٌ لأنَّ مجردَ الدلالةِ لا يوجبُ المغفرةَ { وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ وَمَسَـٰكِنَ طَيّبَةً فِى جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ذَلِكَ } أي ما ذكرَ من المغفرةِ وإدخالِ الجناتِ الموصوفةِ بما ذكرَ من الأوصاف الجليلةِ { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } الذي لا فوزَ وراءَهُ { وَأُخْرَىٰ } ولكُم إلى هذه النعمِ العظيمةِ نعمةٌ أُخرى عاجلةٌ { تُحِبُّونَهَا } وترغبونَ فيهَا ، وفيهِ تعريضٌ بأنهم يؤثرونَ العاجلَ على الآجلِ ، وقيلَ أُخرى منصوبةٌ بإضمارِ يعطكُمْ ، أو تحبونَ ، أو مبتدأٌ خبرُهُ { نَصْرٌ مّن ٱللَّهِ } وهو عَلى الأولِ بدلٌ ، أو بـيانٌ ، وعلى تقديرِ النصبِ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ { وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي عاجلٌ ، عطفٌ على نصرٌ على الوجوهِ المذكورةِ . وقُرِىءَ نصراً وفتحاً قريباً على الاختصاصِ ، أو على المصدرِ أيْ تُنصرونَ نصراً ويُفتحُ لكم فَتْحاً ، أو عَلى البدليةِ من أُخرى على تقدير نصبِهَا ، أي يعطكُم نعمةً أُخرى نصراً وفتحاً { وَبَشّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } عطفٌ على محذوفٍ مثل قُل يا أيُّها الذينَ آمنُوا وبشرْ ، وعلى تؤمنونَ فإنَّه في معنى آمِنُوا كأنَّه قيلَ آمِنُوا وجاهِدُوا أيُّها المؤمنونَ وبشرْهُم يا أيُّها الرسولُ بما وعدتَهُم على ذلكَ عاجلاً وآجلاً .