Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 26-30)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ } أي العلمُ بوقتِهِ { عَندَ ٱللَّهِ } عزَّ وجلَّ لا يطلعُ عليهِ غيرُهُ كقولِهِ تعالَى : { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّى } [ سورة الأعراف ، الآية 187 ] { وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أنذركُم وقوعَ الموعودِ لا محالةَ وأما العلمُ بوقتِ وقوعِهِ فليسَ من وظائفِ الإنذارِ . والفاءُ في قولِه تعالَى : { فَلَمَّا رَأَوْهُ } فصيحةٌ معربةٌ عن تقديرِ جملتينِ ، وترتيبِ الشرطيةِ عليهِمَا ، كأنَّه قيلَ وقد أتاهُم الموعودُ فرأَوهُ فلمَّا رَأَوهُ إلى آخره كما مرَّ تحقيقُهُ في قولِهِ تعالَى : { فَلَمَّا رَءاهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ } [ سورة النمل ، الآية 40 ] إلاَّ أنَّ المقدرَ هُناكَ أمرٌ واقعٌ مرتبٌ على ما قبلَهُ بالفاءِ وهَهُنَا أمرٌ منزلٌ منزلةَ الواقعِ واردٌ على طريقةِ الاستئنافِ . وقولُهُ تعالَى : { زُلْفَةً } حالٌ من مفعولِ رَأَوْا ، إمَّا بتقديرِ المضافِ أيْ ذَا زُلفةٍ وقربٍ ، أو على أنَّه مصدرٌ بمَعْنَى الفاعلِ أي مُزدَلِفاً ، أو على أنَّه مصدرٌ نُعتَ بهِ مبالغةً ، أو ظرفٌ أيْ رَأَوهُ في مكانٍ ذِي زُلفةٍ { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بأنْ غشِيَتْهَا الكآبةُ ورهَقَهَا القَترُ والذلةُ ، ووضعُ الموصولِ موضعَ ضميرِهِم لذمِّهِم بالكُفرِ وتعليلِ المساءةِ بهِ { وَقِيلَ } توبـيخاً لهم وتشديداً لعذابِهِم { هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } أي تطلبُونَهُ في الدُّنيا وتستعجلونَهُ إنكاراً واستهزاءً على أنَّه تفتعلونَ من الدعاءِ ، وقيلَ هو من الدَّعْوَى أي تدَّعُونَ أنْ لا بعثَ ولا حشرَ . وقُرِىءَ تَدْعُون ، هَذا وقَدْ رُوِيَ عن مجاهدٍ أن الموعودَ عذابُ يومِ بدرٍ . وهُو بعيدٌ . { قُلْ أَرَءيْتُمْ } أي أخبروني { إِنْ أَهْلَكَنِىَ ٱللَّهُ } أي أماتَنِي ، والتعبـيرُ عنه بالإهلاكِ لما كانُوا يدعُون عليهِ صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنينَ بالهلاكِ { وَمَن مَّعِىَ } من المؤمنينَ { أَوْ رَحِمَنَا } بتأخيرِ آجالِنَا فنحنُ في جوارِ رحمَتِهِ متربصونَ لإحدَى الحُسنيـينِ { فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَـٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } أي لا ينجِّيكُم منهُ أحدٌ مِتنا أو بَقِينا ، ووضعُ الكافرينَ موضعَ ضميرِهِم للتسجيلِ عليهِم بالكفرِ ، وتعليلِ نَفي الإنجاءِ بهِ { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } أي الذي أدعُوكم إلى عبادَتِهِ مُولِي النعمِ كُلِّها { ءَامَنَا بِهِ } وحدَهُ لَمَّا علمنَا أنَّ كلَّ ما سواهُ إما نعمةٌ أو منعَمٌ عليهِ { وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } لا على غيرِهِ أصلاً لعلِمنا بأنَّ ما عداهُ كائناً ما كانَ بمعزلٍ من النفعِ والضُّرِّ { فَسَتَعْلَمُونَ } عن قريبٍ البتةَ { مَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } منَّا ومنكُم . وقُرِىءَ فسيعلمُونَ بالياءِ التحتانيةِ { قُلْ أَرَءيْتُمْ } أي أخبرونِي { إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً } أي غائراً في الأرضِ بالكليةِ وقيلَ بحيثُ لا تنالُهُ الدِّلاءُ ، وهو مصدرٌ وُصِفَ بِهِ . { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاء مَّعِينٍ } جارٍ ، أو ظاهرٍ سهلِ المأخذِ . عن النبـيِّ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَرَأَ سُورةَ المُلكِ فكأنَّهُ أحيَا ليلةَ القَدرِ " .