Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 15-19)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقولُه تعالَى : { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءايَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } استئنافٌ جارٍ مَجْرَى التعليلِ للنَّهي ، وقيلَ متعلقٌ بما دلَّ عليهِ الجملةُ الشرطيةُ من مَعْنَى الجحودِ والتكذيبِ لا بجوابِ الشرطِ لأنَّ ما بعدَ الشرطِ لا يعملُ فيما قبلَهُ كأنْ قيلَ لكونِه مُستظهراً بالمالِ والبنينَ كذَّبَ بآياتِنَا ، وفيهِ أنَّه يدلُّ على مَعْنَى أنَّ مدارَ تكذيبِهِ كونُه ذا مالٍ وبنينَ من غيرِ أنْ يكونَ لسائرِ قبائِحِه دخلٌ في ذلكَ . وقُرِىءَ أَأَنْ كانَ على مَعْنَى ألأنْ كانَ ذَا مالٍ كذَّبَ بهَا أو أتطيعُه لأن كانَ ذا مالٍ . وقُرِىءَ إِنْ كانَ بالكسرِ والشرطُ للمخاطبِ أي لا تُطعْ كلَّ حلاَّفٍ شارطاً يسارَهُ لأنَّ إطاعةَ الكافرِ لغناهُ بمنزلةِ اشتراطِ غناهُ في الطاعةِ . { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } بالكَيِّ على أكرمِ مواضعِه لغايةِ إهانتِه وإذلالِه ، قيلَ أصابَ أنفَ الوليدِ جراحةٌ يومَ بدرٍ فبقيتْ علامتُهَا ، وقيلَ معناهُ سنعلِّمُه يومَ القيامةِ بعلامةٍ مشوِّهةٍ يُعلم بها عن سائرِ الكفرةِ . { إِنَّا بَلَوْنَـٰهُمْ } أي أهلَ مكةَ بالقحطِ بدعوةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم { كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ } وهم قومٌ من أهلِ الصلاةِ كانتْ لأبـيهِم هذِه الجنَّةُ دونَ صنعاءَ بفرسخينِ فكانَ يأخذُ منها قوتَ سنةٍ ويتصدقُ بالباقي وكانَ يُنادِي الفقراءَ وقتَ الصِّرامِ ، ويتركُ لهم ما أخطأهُ المنجلُ ، وما في أسفلِ الأكداسِ ، وما أخطأهُ القطافُ من العنبِ ، وما بقيَ على البساطِ الذي يُبسطُ تحتَ النخلةِ إذَا صُرمتْ ، فكانَ يجتمعُ لهم شيءٌ كثيرٌ فلمَّا ماتَ أبُوهُم قال بنُوه إنْ فعلنَا ما كانَ يفعلُ أبُونا ضاقَ علينا الأمرُ فحلفُوا فيمَا بـينهُم . وذلكَ قولُه تعالى : { إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } ليقطَعُنَّها داخلينَ في الصباحِ { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } أي لا يقولونَ إنْ شاءَ الله وتسميتُه استثناءٌ مع أنَّه شرطٌ من حيثُ أنَّ مؤدَّاهُ مُؤدَّى الاستثناءِ فإن قولَكَ لأخرُجنَّ إنْ شاءَ الله ولا أخرجُ إلا أنْ يشاءُ الله بمَعْنَى واحدٍ ، أو لا يستثنُونَ حِصَّةَ المساكينِ كما كانَ يفعلُهُ أبُوهُم ، والجملةُ مستأنفةٌ . { فَطَافَ عَلَيْهَا } أي على الجنَّةِ { طَـآئِفٌ } بلاءٌ طائفٌ ، وقُرِىءَ طيفٌ { مِن رَبّكَ } مبتدأٌ من جهتِه تعالَى : { وَهُمْ نَآئِمُونَ } غافلونَ عمَّا جرتْ بهِ المقاديرُ .