Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 5-9)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } أي بالواقعةِ المجاوزةِ للحدِّ ، وهيَ الصِّيحةُ أو الرَّاجفةُ { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ } أي شديدةِ الصَّوتِ لها صرصرةٌ ، أو شديدةُ البردِ تحرقُ ببردِهَا { عَاتِيَةٍ } شديدةِ العصفِ كأنَّها عتتْ على خُزَّانِهَا فلم يتمكنُوا من ضبطِهَا أو على عادٍ فلم يقدرُوا على ردِّها . وقولُهُ تعالَى : { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ } الخ استئنافٌ جىءَ بهِ بـياناً ليكفيةِ إهلاكِهِم بالريحِ أي سلَّطها الله عليهِم بقدرتِه القاهرةِ { سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَـٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً } أي متتابعاتٍ ، جمعُ حاسمٍ كشهودٍ جمعُ شاهدٍ من حسمتُ الدابةُ إذا تابعتُ بـين كيِّها أو نحساتٌ حسمتْ كلَّ خيرٍ واستأصلتهُ أو قاطعاتٌ قطعتْ دابرَهُم ، ويجوزُ أنْ يكونَ مصدراً منتصباً على العلةِ بمعنى قطعاً أو عَلى المصدرِ لفعلِهِ المقدرِ حالاً أي تحسمُهُم حُسوماً ، ويؤيدُه القراءةُ بالفتحِ . وهيَ كانتْ أيامَ العجوزِ من صبـيحةِ أربعاءَ إلى غروبِ الأربعاءِ الآخرِ ، وإنَّما سُمِّيتْ عجُوزاً لأنَّ عجُوزاً من عادٍ توارتْ في سِرْبٍ فانتزعتْهَا الريحُ في اليومِ الثامنِ فأهلكَتْهَا ، وقيلَ هي أيامُ العجزِ وهيَ آخرُ الشتاءِ وأسماؤُها الصِنُّ والصِّنَّبرُ والوبرُ والآمرُ والمؤتمرُ والمعللُ ومطفىءُ الجَمْرِ وقيلَ ومُكفىءُ الظعنِ . { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ } إنْ كنتَ حاضراً حينئذٍ { فِيهَا } في مهابِّها أو في تلكَ الليالِي والأيامِ { صَرْعَىٰ } مَوْتَى جمعُ صريعٍ { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ } أي أصولُ نخلٍ { خَاوِيَةٍ } متآكلةِ الأجوافِ . { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مّن بَاقِيَةٍ } أي بقيةٍ أو نفسٍ باقيةٍ أو بقاءٍ على أنَّها مصدرٌ كالكاذبةِ والطاغيةِ . { وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ } أيْ ومَنْ تقدَّمهُ . وقُرِىءَ ومَنْ قبلَهُ أيْ ومَنْ عندَهُ من أتباعِهِ ، ويؤيدُهُ أنَّه قُرِىءَ ومَنْ مَعَهُ { وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ } أي قُرِىءَ قومٍ لوطٍ أي أهلُهَا { بِالْخَاطِئَةِ } بالخطإِ أو بالفعلةِ أو الأفعالِ ذاتِ الخطإِ التي من جُمْلتِهَا تكذيبُ البعثِ والقيامةِ .