Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 115-120)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ } استئنافٌ كما مر كأنه قيل : فماذا فعلوا بعد ذلك ؟ فقيل : قالوا متصدّين لشأنهم مخاطِبـين لموسى عليه السلام : { يٰمُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِىَ } ما تلقي أولاً { وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } أي لِما نُلقي أولاً ، أو الفاعلين للإلقاء أولاً ، خيّروه عليه السلام بالبدء بالإلقاءِ مراعاةً للأدب وإظهاراً للجلادة وأنه لا يختلف حالُهم بالتقديم والتأخير ، ولكن كانت رغبتُهم في التقديم كما ينبىء عنه تغيـيرُهم للنظم بتعريف الخبر ، وتوسيطُ ضميرِ الفصل وتأكيدِ الضمير المتصل { قَالَ أَلْقَوْاْ } غيرَ مبالٍ بأمرهم أي ألقوا ما تُلقُون { فَلَمَّا أَلْقُوْاْ } ما ألقَوْا { سَحَرُواْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ } بأن خيّلوا إليهم ما لا حقيقةَ له { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } أي بالغوا في إرهابهم { وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } في بابه . روي أنهم ألقَوا حِبالاً غلاظاً وخشَباً طِوالاً كأنها حياتٌ ملأت الواديَ وركِبَ بعضُها بعضاً . { وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } الفاءُ فصيحة أي فألقاها فصارت حيةً فإذا هي الآية وإنما حُذف للإشعار بمسارعة موسى عليه السلام إلى الإلقاء وبغاية سرعةِ الانقلاب كأن لقْفَها لما يأفكون قد حصل متصلاً بالأمر بالإلقاء ، وصيغةُ المضارعِ لاستحضار صورةِ اللقْفِ الهائلةِ والإفك الصِّرْفِ والقلب عن الوجه المعتاد ، وما موصولةٌ أو موصوفةٌ والعائدُ محذوفٌ أي ما يأفِكونه ويزوّرونه ، أو مصدريةٌ وهي مع الفعل بمعنى المفعول . روي أنها لما تلقّفت مِلءَ الوادي من الخشب والحِبال ورفعها موسى فرجعت عصاً كما كانت وأَعدم الله تعالى بقدرته الباهرةِ تلك الأجرامَ العظامَ أو فرَّقها أجزاءً لطيفةً قالت السحرة : لو كان هذا سحراً لبقِيَتْ حبالُنا وعِصِيُّنا { فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ } أي فثبت لظهور أمره { وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي ظهر بطلانُ ما كانوا مستمرِّين على عمله { فَغُلِبُواْ } أي فرعونُ وقومُه { هُنَالِكَ } أي في مجلسهم { وَٱنقَلَبُواْ صَـٰغِرِينَ } أي صاروا أذلاء مبهوتين أو رجَعوا إلى المدينة أذلاء مقهورين ، والأولُ هو الظاهرُ لقوله تعالى : { وَأُلْقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سَـٰجِدِينَ } فإن ذلك كان بمحضر من فرعون قطعاً أي خروا سجداً كأنما ألقاهم مُلْقٍ لشدة خرورِهم كيف لا وقد بهرهم الحقُّ واضْطرّهم إلى ذلك .