Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 41-43)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } أي فراشٌ من تحتهم ، والتنوينُ للتفخيم ومن تجريدية { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } أي أغطيةٌ والتنوينُ للبدل عن الإعلال عند سيبويهِ وللصرْفِ عند غيره ، وقرىء غواشِ على إلغاء المحذوف كما في قوله تعالى : { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ } [ الرحمن ، الآية 24 ] { وَكَذٰلِكَ } ومثلَ ذلك الجزاءِ الشديد { نَجْزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ } عبّر عنهم بالمجرمين تارةً وبالظالمين أخرى إشعاراً بأنهم بتكذيبهم الآياتِ اتّصفوا بكل واحدٍ من ذيْنِك الوصفين القبـيحين ، وذكرُ الجُرم مع الحِرمان من دخول الجنةِ والظلم مع التعذيب بالنار للتنبـيه على أنه أعظمُ الجرائمِ والجرائرِ . { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } أي بآياتنا أو بكل ما يجب أن يُؤمَنَ به فيدخُل فيه الآياتُ دخولاً أولياً وقوله تعالى : { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } أي الأعمالَ الصالحةَ التي شُرعت بالآيات ، وهذا بمقابلة الاستكبارِ عنها { لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } اعتراضٌ وُسّط بـين المبتدإِ الذي هو الموصولُ والخبرِ الذي هو الجملةُ { أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ } للترغيب في اكتساب ما يؤدي إلى النعيم المقيم ببـيان سهولةِ منالِه وتيسُّر تحصيلِه ، وقرىء لا تُكَلَّف نفسٌ ، واسمُ الإشارةِ مبتدأٌ ، وأصحابُ الجنةِ خبرُه والجملةُ خبرٌ للمبتدإ الأولِ ، أو اسمُ الإشارةِ بدلٌ من المبتدأ الأولِ الذي هو الموصولُ والخبرُ أصحابُ الجنة . وما فيه من معنى البُعد للإيذان ببعد منزلتِهم في الفضل والشرف { هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } حالٌ من أصحاب الجنة وقد جوز كونُه حالاً من الجنة لاشتماله على ضميرها والعاملُ معنى الإضافةِ أو اللام المقدرةِ أو خبرٌ ثانٍ لأولئك على رأي من جوّزه وفيها متعلق بخالدون . { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ } أي نخرج من قلوبهم أسبابَ الغل أو نطهرها منه حتى لا يكون بـينهم إلا التوادُّ . وصيغةُ الماضي للإيذان بتحققه وتقررِه ، وعن علي رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمانُ وطلحةُ والزبـيرُ منهم { تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَـٰرُ } زيادةٌ في لذتهم وسرورهم ، والجملةُ حالٌ من الضمير في صدورهم والعاملُ إما معنى الإضافة وإما العاملُ في المضاف أو حال من فاعل نزعنا والعاملُ نزعنا وقيل : هي مستأنفةٌ للإخبار عن صفة أحوالِهم { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَانَا لِهَـٰذَا } أي لِما جزاؤُه هذا { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ } أي لهذا المطلبِ الأعلى أو لمطلب من المطالب التي هذا من جملتها { لَوْلا أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ } ووفقنا له ، واللام لتأكيد النفي وجوابُ لولا محذوفٌ ثقةً بدِلالة ما قبله عليه ، ومفعولُ نهتدي وهدانا الثاني محذوفٌ لظهور المرادِ أو لإرادة التعميمِ كما أشير إليه ، والجملةُ مستأنَفةٌ أو حالية وقرىء ما كنا لنهتديَ الخ ، بغير واو على أنها مبـيِّنة ومفسرةٌ للأولى . { لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا } جوابُ قسمٍ مقدر قالوه تبجّحاً واغتباطاً بما نالوه وابتهاجاً بإيمانهم بما جاءتهم الرسلُ عليهم السلام والباء في قوله تعالى : { بِٱلْحَقّ } إما للتعدية فهي متعلقةٌ بجاءت أو للملابسة فهي متعلقةٌ بمقدرٍ وقع حالاً من الرسل أي والله لقد جاءوا بالحق أو لقد جاءوا ملتبسين بالحق { وَنُودُواْ } أي نادتهم الملائكةُ عليهم السلام { أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ } أنْ مفسرةٌ لما في النداء من معنى القولِ أو مخففةٌ من أنّ وضمير الشأنِ محذوفٌ ، ومعنى البُعدِ في اسم الإشارةِ إما لأنهم نوُدوا عند رؤيتِهم إياها من مكان بعيد ، وإما رفع منزلتِها وبُعدِ رتبتِها ، وإما للإشعار بأنها تلك الجنةَ التي وُعدوها في الدنيا { أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا من الأعمال الصالحةِ أي أُعطيتموها بسبب أعمالِكم أو بمقابلة أعمالِكم والجملةُ حال من الجنة والعاملُ معنى الإشارةِ على أن ( تلكم الجنةُ ) مبتدأٌ وخبرٌ ، أو الجنةُ صفةٌ والخبرُ أورثتموها .