Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 55-56)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ } الذي قد عَرَفتم شؤونَه الجليلة { تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } أي ذوي تضرّعٍ وخُفية فإن الإخفاءَ دليلُ الإخلاص { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } أي لا يحب دعاءَ المجاوزين لما أُمروا به في كل شيء ، فيدخُل فيه الاعتداءُ في الدعاء دخولاً أولياً ، وقد نُبِّه به على أن الداعيَ يجب أن لا يطلُب ما لا يليق به كرتبة الأنبـياءِ والصعودِ إلى السماء ، وقيل : هو الصياحُ في الدعاء والإسهابُ فيه . وعن النبـي صلى الله عليه وسلم : " سيكونُ قومٌ يعتدون في الدعاء وحسْبُ المرءِ أن يقول : اللهم إني أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قول وعملٍ ، وأعوذُ بك من النار وما قرّب إليها من قول وعمل " ثم [ قرأ ] « إنَّهُ لا يحبُّ المعتدين » . { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ } بالكفر والمعاصي { بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا } ببعث الأنبـياء عليهم السلام وشرْعِ الأحكام { وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا } أي ذوي خوفٍ نظراً لقصور أعمالِكم وعدمِ استخقاقِكم ، وطمَعٍ نظراً إلى سَعة رحمتِه ووفورِ فضلِه وإحسانِه { إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين } في كل شيء ، ومن الإحسان في الدعاء أن يكون مقروناً بالخوف والطمع ، وتذكيرُ قريبٌ لأن الرحمةَ بمعنى الرحم أو لأنه صفةٌ لمحذوف أي أمرٌ قريبٌ أو على تشبـيهه بفعيل الذي هو بمعنى مفعول أو الذي هو مصدر كالنقيض والصهيل ، أو للفرق بـين القريب من النسَب والقريب من غيره أو لاكتسابه التذكيرَ من المضاف إليه كما أن المضافَ يكتسب التأنيثَ من المضاف إليه .