Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 9-15)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } كالصوفِ المصبوغِ ألواناً لاختلافِ ألوانِ الجبالِ منها { جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوٰنُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ } [ سورة فاطر ، الآية 27 ] فإذا بُسَّتْ وطيّرتْ في الجوِّ أشبهتِ العهنَ المنفوشَ إذَا طيرته الريحُ { وَلاَ يَسْـئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } أي لا يسألُ قريبٌ قريباً عن أحوالِهِ ولا يُكلمه لابتلاءِ كلَ منهُم بما يشغلُهُ عن ذلكَ . وقُرِىءَ على البناءِ للمفعولِ ، أيْ لا يُطلبُ منْ حميمٍ حميمٌ أو لا يسألُ منْهُ حالةٌ . { يُبَصَّرُونَهُمْ } أي يُبصِرُ الأحماءُ الأحماءَ فلا يخفَونَ عليهم وما يمنعُهُم من التساؤلِ إلا تشاغلُهُم بحالِ أنفسِهِم ، وقيلَ ما يُغني عنهُ من مشاهدةِ الحالِ كبـياضِ الوجهِ وسوادِهِ ، والأولُ أدخلُ في التهويلِ . وجمعَ الضميرينِ لعمومِ الحميمِ . وقُرِىءَ يُبْصِرُونَهُمْ ، والجملةُ استئنافٌ { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ } أي يتمنَّى الكافرُ وقيلَ كلُّ مذنبٍ . وقولُهُ تعالَى : { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } أي العذابَ الذي ابتلُوا بهِ يومئذٍ { بِبَنِيهِ * وَصَـٰحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } حكايةٌ لودادتِهِم . ولوُ في مَعْنَى التمنِّي ، وقيلَ هي بمنزلةِ أنِ الناصبةِ فلا يكونُ لها جوابٌ وينسبكُ منهَا وممَّا بعدَها مصدرٌ يقعُ مفعولاً ليودُّ والتقديرُ يودُّ افتداءَهُ ببنيهِ الخ . والجملةُ استئنافٌ لبـيانِ أنَّ اشتغالَ كلِّ مجرمٍ بنفسِهِ بلغَ إلى حيثُ يتمنَّى أن يفتدي بأقربِ الناسِ إليهِ وأعلقِهِم بقلبِهِ فضلاً أن يهتمَّ بحالِهِ ويسألَ عَنْهَا . وقُرِىءَ يومَئذٍ بالفتحِ على البناءِ للإضافةِ إلى غيرِ متمكنٍ ، وبتنوينِ عذابٍ ونصبِ يومئذٍ وانتصابُهُ بعذابٍ لأنَّه في مَعْنَى تعذيبٍ . { وَفَصِيلَتِهِ } أي عشيرتِهِ التي فُصِلَ عنهُم { ٱلَّتِى تُؤْويِهِ } أي تَضمنُهُ في النسبِ أو عندَ الشدائدِ { وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } من الثقلينِ والخلائقِ ومَنْ للتغليبِ { ثُمَّ يُنجِيهِ } عطفٌ على يفتدِي أو يودُّ لو يفتدِي ثم لو ينجِيهِ الافتداءُ ، وثمَّ لاستبعادِ الإنجاءِ ، يعني يتمنَّى لو كانَ هؤلاءِ جميعاً تحتَ يدِه وبذلَهُم في فداءِ نفسِهِ ثمَّ ينجيهِ ذلكَ وهيهاتَ { كَلاَّ } ردعٌ للمجرمِ عن الودادةِ وتصريحٌ بامتناعِ إنجاءِ الافتداءِ ، وضميرُ { إنَّهَا } إما للنارِ المدلولِ عليها بذكرِ العذابِ أو هو مبهمٌ تُرجَمَ عند الخبرِ الذي هُو قولُهُ تعالَى : { لَظَىٰ } وهي علمٌ للنارِ منقولٌ منَ اللَّظى بمَعْنَى اللهبِ .