Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 7-13)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ لَكَ فِى ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } أي تقلباً وتصرفاً في مهمَّاتِك واشتغالاً بشواغلك فلا تستطيعُ أن تتفرغَ للعبادةِ فعليكَ بها في الليلِ وهذا بـيانٌ للداعي الخارجي إلى قيامِ الليلِ بعدَ بـيانِ ما في نفسِه من الدَّاعي . وقُرِىءَ سَبْخاً أي تقرقَ قلبٍ بالشواغلِ مستعارٌ من سبخِ الصوفِ وهو نفشُه ونشرُ أجزائِه . { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبّكَ } ودُمْ على ذِكرِه تعالى ليلاً ونهاراً على أيِّ وجهٍ كانَ من تسبـيحٍ وتهليلٍ وتحميدٍ وصلاة وقراءةِ قُرآنِ ودراسةِ علمٍ . { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ } أيْ وانقطعْ إليهِ بمجامعِ الهمةِ واستغراقِ العزيمةِ في مراقبتِه ، وحيثُ لم يكن ذلك إلا بتجريدِ نفسهِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ عن العوائقِ الصَّادةِ عن مراقبةِ الله تعالى وقطعِ العلائقِ عمَّا سواهُ قيلَ : { تَبْتِيلاً } مكان تبتلاً مع ما فيهِ من رعايةِ الفواصلِ . { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } مرفوعٌ على المدح وقيلَ : على الابتداءه ، خبرُهُ : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } وقُرِىءَ بالجرِّ على أنَّه بدلُ من ربِّكَ ، وقيلَ : على إضمار حرفِ القسمِ جوابُه لا إلٰه إلاَّ هُو . والفاءُ في قوله تعالى : { فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } لترتيب الأمرِ وموجبهِ على اختصاصِ الألوهيةِ والربوبـيةِ به تعالَى : { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } مما لا خيرَ فيه منَ الخُرافاتِ { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } بأنْ تجانبَهم وتداريَهم ولا تكافئَهم وتكلَ أمورَهُم إلى ربِّهم كما يعربُ عنه قولُه تَعالَى : { وَذَرْنِى وَٱلْمُكَذّبِينَ } أي دعني وإيَّاهم وكلْ أمرَهُم إليَّ فإنِّي أكفيكَهُمْ { أُوْلِى ٱلنَّعْمَةِ } أربابِ التنعمِ وهم صناديدُ قريشٍ { وَمَهّلْهُمْ قَلِيلاً } زماناً قليلاً { إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً } جمعُ نِكْلٍ وهو القيدُ الثقيلُ . والجملةُ تعليلٌ للأمرِ أيْ إنَّ لدينا أموراً مضادة لتنعمهِم { وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ } ينشَبُ في الحُلوقِ ولا يكادُ يُسَاغُ كالضَّريعِ والزقُّوم { وَعَذَاباً أَلِيماً } ونوعاً آخرَ من العذابِ مُؤلماً لا يُقادرُ ولا يُدْرك كنهه ، كلُّ ذلك معدٌّ لهم ومرصدٌ .