Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 15-23)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } أيْ في ذلكَ اليومِ الهائلِ . وويلٌ في الأصلِ مصدرٌ منصوبٌ سادٌّ مسدَّ فعلِه لكنْ عُدلَ بهِ إلى الرفعِ للدلالةِ على ثباتِ الهلاكِ ودوامِه للمدعوِّ عليهِ ويومئذٍ ظرفُه أو صفتُه . { أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } كقومِ نوحٍ وعادٍ وثمودَ لتكذيبِهم بهِ . وقُرِىءَ نَهلكَ بفتحِ النونِ من هلَكَه بمعنى أهلَكَه { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } بالرفعِ على ثمَّ نحنُ نتبعُهم الآخرينَ من نظرائِهم السالكينَ لمسلكِهم في الكفرِ والتكذيبِ وهُو وعيدٌ لكفارِ مكةَ . وقُرِىءَ ثمَّ سنُتبعُهم ، وقُرِىءَ نُتبعْهُم بالجزمِ عطفاً على نُهلك فيكونُ المرادُ بالآخرينَ المتأخرينَ هلاكاً من المذكورينَ كقومِ لوطٍ وشعيبٍ ومُوسى عليهم السَّلامُ . { كَذٰلِكَ } مثلَ ذلكَ الفعلِ الفظيعِ { نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } أي سنَّتُنا جاريةٌ على ذلكَ { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ } أيْ يومُ إذْ أهلكناهُم { لّلْمُكَذّبِينَ } بآياتِ الله تعالَى وأنبـيائِه وليسَ فيه تكريرٌ لما أنَّ الويلَ الأولَ لعذابِ الآخرةِ وَهَذا لعذابِ الدُّنيا { أَلَمْ نَخْلُقكُّم } أي ألم نُقدرْكُم { مّن مَّاء مَّهِينٍ } أي من نُطفةٍ قذرةٍ مهينةٍ { فَجَعَلْنَـٰهُ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ } هو الرحمُ { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } إلى مقدارٍ معلومٍ من الوقتِ قدَّرهُ الله تعالَى للولادةِ تسعةَ أشهرٍ ، أو أقلَّ منها أو أكثرَ { فَقَدَرْنَا } أي فقدرناهُ وقد قُرِىءَ مُشدداً أو فقدرنا على ذلكَ على أنَّ المرادَ بالقُدرةِ ما يقارنُ وجودَ المقدورِ الفعلِ { فَنِعْمَ ٱلْقَـٰدِرُونَ } أي نحنُ .