Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 1-3)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية وآيُها تسع وعشرون { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوّرَتْ } أي لُفَّتْ من كَوَّرتَ العمامةَ إذا لففتَها ، على أَنَّ المرادَ بذلكَ إمَّا رفعُها وإزالتُها منْ مقرِّها فإنَّ الثوبَ إذا أُريدَ رفعُهُ يُلفُّ لفاً ويُطْوى ، ونحُوه قولُه تعَالَى : { يَوْمَ نَطْوِى ٱلسَّمَاء } [ سورة الأنبياء ، الآية 104 ] وإمَّا لَفُّ ضوئِها المنبسطِ في الآفاقِ المُنتشرِ في الأقطارِ ، على أنَّه عبارةٌ عنْ إزالتها والذهابِ بها بحكمِ استلزامِ زوالِ اللازمِ لزوالِ الملزومِ أو ألقيتْ عن فلكها كَما وُصفتِ النجومُ بالانكدارِ من طعنَهُ فكوَّرَهُ إذا ألقاهُ عَلى الأرضِ . وعن أبـي صالحِ كُورتْ نُكِّستْ وعن ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهُمَا تكويرُهُا إدخالُها في العرشِ . ومدارُ التركيبِ على الإدارةِ والجمعِ . وارتفاعُ الشمسِ على أنَّه فاعلٌ لفعلٍ مضمرٍ يُفسِّرُه المذكورُ وعندَ البعضِ عَلى الابتداءِ . { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } أي انقضَّتْ وَقيلَ : تناثرتْ وَتساقطتْ . رُويَ عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُمَا أنَّه لا يَبْقَى يومئذٍ نجمٌ إلا سقطَ في الأرضِ ، وعنْهُ رضيَ الله عنْهُ أنَّ النُّجومَ قناديلُ معلقةٌ بـينَ السماءِ والأرضِ بسلاسلَ منْ نورٍ بأيدي ملائكةٍ من نورٍ فإذَا ماتَ منْ في السمواتِ ومنْ في الأرضِ تساقطتْ من أيديهم وقيلَ : انكدارُها انطماسُ نُورِها ويُروَى أنَّ الشمسَ والنجومَ تُطرحُ في جهنَم ليراهَا مَنْ عبدَها كما قالَ : { إنكُم وما تعبدونَ من دونِ الله حصبُ جهنَم } [ سورة الأنبياء ، الآية 98 ] { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيّرَتْ } أيْ عنْ أماكنِها بالرجفة الحاصلةِ لا في الجوِّ فإنَّ ذلكَ بعدَ النفخة الثانيةِ .