Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 21-26)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقولُه تعالَى : { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } صفةٌ أُخرى لكتابَ أي يحضرونَهُ ويحفظونَهُ أو يشهدونَ بما فيه يومَ القيامةِ . { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ } شروعٌ في بـيانِ محاسنِ أحوالِهم إثرَ بـيانِ حالِ كتابِهم على طريقةِ ما مرَّ في شأن الفجَّارِ { عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ } أي على الأسرةِ في الحجالِ ولا يكادُ تطلقُ الأريكةُ على السريرِ عندهم إلا عندَ كونِه في الحَجَلةِ { يُنظَرُونَ } أي إلى ما شاءوا مدَّ أعينِهم إليه من رغائب مناظرِ الجنةِ وإلى ما أولاهُم الله تعالى من النعمةِ والكرامةِ وإلى أعدائهم يعذبونَ في النارِ وما تحجبُ الحجالُ أبصارَهُم عن الإدراك . { تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } أي بهجةَ التنعمِ وماءَهُ ورونَقُه . والخطابُ لكلِّ أحدٍ ممَّن له حظٌ منَ الخطابِ للإيذانِ بأنَّ ما لَهم من آثارِ النعمةِ وأحكامِ البهجةِ بحيثُ لا يختصُّ برؤيةِ راءٍ دُونَ راءٍ { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } شرابٍ خالصٍ لا غشَّ فيهِ . { مَّخْتُومٍ * خِتَـٰمُهُ مِسْكٌ } أي مختومٌ أوانيه وأكوابُه بالمسكِ مكانَ الطينِ ولعلَّه تمثيلٌ لكمالِ نفاستِه ، وقيل : ختامُه مسكٌ أي مقطعُه رائحةُ مسكٍ . وقُرِىءَ خَاتَمهُ بفتحِ التاء وكسرِها أي ما يُختم به ويُقطع . { وَفِى ذَلِكَ } إشارةٌ إلى الرحيقِ وهو الأنسبُ لما بعدَهُ أو إلى ما ذُكرَ من أحوالِهم . وما فيهِ من مَعْنى البُعدِ إما للإشعارِ بعلوِّ مرتبتِه وبُعد منزلتِه أو لكونِه في الجنةِ أي في ذلكَ خاصَّةً دونَ غيرِه { فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَـٰفِسُونَ } أي فليرغبْ الراغبونَ بالمبادرة إلى طاعة الله وقيلَ : فليعملِ العاملونَ كقولِه تعالى : { لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَـٰمِلُونَ } [ سورة الصافات ، الآية 61 ] وقيل : فليستبقِ المستبقونَ وأصلُ التنافسِ التغالبُ في الشيء النفيسِ وأصلُه من النفس لعزتها قال الواحديُّ : نفستُ الشيءَ أنفسُه نفاسةً ، والتنافسُ تفاعلٌ منه كأنَّ كلَّ واحدٍ من الشخصينِ يريدُ أنْ يستأثرَ به . وقال البغويُّ : وأصلُه من الشيءِ النفيسِ الذي يحرصُ عليه نفوسُ الناسِ ويريدُه كلُّ أحدٍ لنفسِه وينفسُ به على غيرِه أي يضنّ بهِ .