Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 18-23)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِلَى ٱلسَّمَاء } التي يشاهدونها كل لحظة بالليل والنهار { كَيْفَ رُفِعَتْ } رفعاً سحيق المدى بلا عمادٍ ولا مساكٍ بحيث لا يناله الفهم والادراك . { وَإِلَى ٱلْجِبَالِ } التي ينزلون في أقطارها وينتفعون بمياهها وأشجارها { كَيْفَ نُصِبَتْ } نصباً رصيناً فهيَ راسخةٌ لا تميلُ ولا تميدُ { وَإِلَى ٱلأَرْضِ } التي يضربونَ فيها ويتقلبونَ عليها { كَيْفَ سُطِحَتْ } سطحاً بتوطئةٍ وتمهيدٍ وتسويةٍ وتوطيدٍ حسبما يقتضيهِ صلاحُ أمورِ ما عليها من الخلائقِ . وقُرِىءَ سُطِّحتْ مُشدداً وقُرِئتْ الأفعالُ الأربعةُ على بناءِ الفاعلِ للمتكلمِ ، وحذف الراجعِ المنصوبِ . والمعنى أفلا ينظرونَ نظرَ التدبرِ والاعتبارِ إلى كيفيةِ خلقِ هذه المخلوقاتِ الشاهدةِ بحقيةِ البعثِ والنشورِ ليرجعُوا عمَّا هُم عليهِ من الإنكارِ والنفورِ ويسمعُوا إنذاركَ ويستعدُّوا للقائِه بالإيمانِ والطاعةِ . والفاءُ في قولِه تعالى : { فَذَكّرْ } لترتيبِ الأمرِ بالتذكيرِ على ما ينبىءُ عنه الإنكارُ السابقُ من عدمِ النظرِ أي فاقتصرْ على التذكيرِ ولا تلحَّ عليهم ولا يُهمنَّكَ أنَّهم لا ينظرونَ ولا يتذكرونَ . وقولُه تعالى : { إِنَّمَا أَنتَ مُذَكّرٌ } تعليلٌ للأمرِ . وقولُه تعالَى : { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } تقريرٌ لهُ وتحقيقٌ لمَعْنى الإنذارِ أي لستَ بمتسلطٍ عليهم تجبرُهم على ما تريدُ كقولِه تعالى : { يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } [ سورة ق ، الآية 45 ] . وقُرِىءَ بالسينِ على الأصلِ بالإشمامِ ، وقُرِىءَ بفتحِ الطاءِ قيلَ : هي لغةُ بني تميمٍ فإنَّ سيطرَ عندهم متعد ومنه قولُهم : تسيطرُ . وقولُه تعالَى : { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } استثناءٌ منقطعٌ أي لكِنْ من تولَّى منهم فإنَّ لله تعالَى الولايةَ والقهرَ .