Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 123-124)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مّنَ ٱلْكُفَّارِ } أُمروا بقتال الأقربِ منهم فالأقرب كما أُمر عليه الصلاة والسلام أولاً بإنذار عشيرتِه فإن الأقربَ أحقُّ بالشفقة والاستصلاحِ . قيل : هم اليهودُ حوالي المدينة كبني قرُيظةَ والنَّضير وخيبَر ، وقيل : الرومُ فإنهم كانوا يسكنون الشامَ وهو قريبٌ من المدينة بالنسبة إلى العراق وغيره { وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً } أي شدة وصبراً على القتال وقرىء بفتح الغين كسَخْطة وبضمها وهما لغتان فيها { وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } بالعصمة والنصرة والمرادُ بهم إما المخاطَبون ، ووضعُ الظاهرِ موضعَ الضمير للتنصيص على أن الإيمانَ والقتالَ على الوجه المذكور من باب التقوى والشهادةِ بكونه من ومرة المتقين ، وإما الجنس وهم داخلون فيه دخولاً أولياً والمرادُ بالمعية الولايةُ الدائمةُ ، وقد ذُكر وجهُ دخولِ مع على المتبوع في قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } [ التوبة : 40 ] { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ } من سور القرآن { فَمِنْهُمْ } أي من المنافقين { مَن يِقُولُ } لإخوانه ليثبِّتهم على النفاق أو لعوامّ المؤمنين وضعفتِهم ليصُدّهم عن الإيمان { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ } السورةُ { إِيمَـٰناً } وقرىء بنصب أيَّكم على تقدير فعلٍ يفسِّره المذكورُ أي أيُّكم زادتْه هذه الخ ، وإيرادُ الزيادةِ مع أنه لا إيمانَ فيهم أصلاً باعتبار اعتقادِ المؤمنين حسبما نطَق به قوله تعالى : { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً } [ الأنفال : 2 ] { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } جوابٌ من جهته سبحانه وتحقيقٌ للحق وتعيـينٌ لحالهم عاجلاً وآجلاً أي فأما الذين آمنوا بالله تعالى وبما جاء من عنده { فَزَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً } بزيادة العلمِ اليقينيِّ الحاصلِ من التدبر فيها . والوقوفِ على ما فيها من الحقائق وانضمامِ إيمانِهم بما فيها بإيمانهم السابق { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } بنزولها وبما فيه من المنافع الدينيةِ والدنيوية .